أحب النضال والحرية منذ صغره، وظل على مدى 34 عاما -عمره القصير- زعيما وطنيا يطالب بالاستقلال، بدءا من مدرسة الخديوية الثانوية التى أسس فيها جمعية للخطابة، وفى كلية الحقوق كان "مصطفى كامل" زعيما سياسيا ألهبت خطبه الجامعة، يتعرف على شخصيات أدبية وسياسية نالت مقالاته إعاجابهم، منهم الشاعر خليل مطران، وبشارة تكلا مؤسس الأهرام الذى نشر له مقالا عام 1892، قال فيه: "إن كل مصرى صادق لا يقبل أن يكون حكم مصر بيد الخديوى أو بيد المعتمد البريطانى أو بيد الاثنين معا". خطب فى إحدى خطبه الحماسية، يقول: "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا" معبرا عن حبه واعتزازه بمصريته. سافر مصطفى كامل إلى فرنسا لدراسة الحقوق، وعاد ليضع أول مسرحية مصرية "فتح الأندلس"، بعدها سطع اسمه فى عالم الصحافة، وازداد هجوم الصحافة البريطانية عليه لكتاباته ضد الاحتلال البريطانى، وتعرف على الصحفية الفرنسية "جولييت آدم" ليكتب فى مجلتها "لانوفيل ريفو"، ودعته لإلقاء محاضرات فى مدن فرنسا، وصدر أول كتاب من تأليفه عام 1900 بعنوان المسألة الشرقية، وهو تاريخ للسياسة المصرية، ثم أصدر جريدة اللواء. تعرف الخديوى عباس حلمى على مصطفى كامل، وكون الاثنان مع أحمد لطفى السيد ومحمد فريد جمعية الحزب الوطنى السرية برئاسة الخديوى، وكان مصطفى كامل لسان حال الجمعية الذى طاف بلاد العالم للدعوة لقضية الاستقلال المصرية، أما الخديوى عباس فقد أدرك أن مناصرته للحركة الوطنية ضد الإنجليز أدت إلى تقليص نفوذه أمام سلطة المعتمد البريطانى، فبدأ التقارب مع الإنجليز واستدعى مصطفى كامل من فرنسا حتى تتوقف حملاته ضد بريطانيا، ورغم مرضه الشديد واعتلال قلبه إلا أنه ظل ينادى بالاستقلال وتحرير البلاد من الاستعمار والعبودية حتى توفى فى 10 فبراير 1908.