الحزب الوطنى أسسه فى مثل هذا اليوم عام 1907 وفى خطبته الأخيرة التى ألقاها مصطفى كامل فى الإسكندرية، أعلن تأسيس الحزب الوطنى، وأهدافه هى: جلاء الإنجليز عن مصر، وبث الروح الوطنية فى الشعب، وعمل دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة. اتفق أعضاء الحزب الوطنى على أن يكون مصطفى كامل رئيس الحزب مدى الحياة، لكن مات بعد تأسيس الحزب 4 شهور فى10 فبراير 1908 انتخب الزعيم الوطنى محمد فريد رئيسًا للحزب وخلفًا لمصطفى كامل، وقد صدر عن الحزب جريدة "اللواء"، وحمل على عاتقه مقاومة المستعمر وتطهير البلاد من عملائه. كان أول اغتيال سياسى فى مصر من أحد أعضاء الحزب الوطنى، حيث قام باغتيال بطرس غالى باشا رئيس الوزراء بعد أن أقدم على مد امتياز قناة السويس. ظل الخلاف بين محمد فريد وفهمى كامل شقيق مصطفى كامل على رئاسة الحزب حتى مات محمد فريد وأغلب القيادات، وظل يفقد شعبيته حتى تم حل الأحزاب بعد ثورة 23 يوليو 1952. كان مصطفى كامل قد سافر إلى برلين فى نطاق حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطانى، وأصبح من الأسماء المصرية اللامعة فى أوروبا، وتعرف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم" التى فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية فألقى بعض المحاضرات فى عدد من المحافل الفرنسية وزار الدولة العثمانية وعددًا من دول أوروبا. التقى مصطفى كامل وأحمد لطفى السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد وتم تأليف "جمعية الحزب الوطنى" كجمعية سرية رئيسها الخديوى عباس، وسافر أحمد لطفى السيد إلى أوروبا والتقى بعض المصريين هناك، وبعد عودته كتب تقريرًا عن رحلته قرر فيه أن مصر لا يمكن أن تتحرر إلا بمجهود أبنائها، وكان مصطفى كامل لسان حال الجمعية فسافر إلى بعض الدول للدعاية للقضية المصرية واستقلال مصر، غير أنه أدرك حقيقة مهمة وهى أن أسلوب الدعاية للقضية المصرية فى أوروبا لا يكفى لحدوث الاستقلال وأن العبء الأكبر يقع على عاتق المصريين أنفسهم. بعد عودته إلى مصر وهو فى حالة شديدة من الإعياء والمرض قام بإلقاء خطبة من أجمل وأطول خطبه أطلق عليها "خطبة الوداع" تلك التى أعلن فيها تأسيس الحزب الوطنى الذى تألف برنامجه السياسى من عدة مواد أهمها: المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن(1840م)، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطنى، غير إن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين للحزب.