سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«سويسرا» على أرض مصرية.. ملاعب كرة قدم وطائرة بالمزرعة، ومطعم سياحى ببرج العرب والعقرب يحتضن الأهل والأحباب..الريان ومصطفى أمين والشاطر أشهر نزلاء المزرعة، ومرسي ببرج العرب.. والجماعة بالعقرب
لم يكن مشهد السجن -الذي قدمه فيلم "الأفوكاتو" ليظهر أن هناك "زنازين" 5 نجوم توفير لرجال الأعمال الساسة- أمرا من قبيل الصدفة أو خيال مخرج وشطحات مؤلف.. الحقيقة أن حسين الشربينى "حسونة " لم يكن وحده صاحب هذه الامتيازات داخل السجون والمعتقلات فهنا ألف "حسونة" عاش في تلك الزنازين وتوفر لديه كل الامتيازات ليصبح التمييز في مصر حتى في السجون. ورغم أن السجون المصرية هي أقدم سجون عرفها التاريخ فإنها قسمت لسجون مشددة وسجون لرجال الأعمال وأخرى للمعتقلين السياسيين وسجون للفقراء فقط. ومن يتتبع خريطة السجون في مصر يرى أن كل سجن مميز بشيء عن الآخر وإن كان سجن "المزرعة" هو أكثر السجون التي يطلق عليها لقب خمس نجوم، حيث سكنها عدد من رجال الأعمال الذين تورطوا في قضايا النصب والاختلاس، وكان من بينهم أحمد الريان وأخيرا محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق. سجن المزرعة يتكون من طابقين وبه ملاعب رياضية وملاعب لكرة التنس وأخرى للكرة الطائرة واليد، لتصبح مدة العقاب رحلة ترفيهية للسجناء، حيث نزل به عدد من السياسيين وقادات الحركات الإسلامية المتطرفة، بالإضافة إلى ضباط الشرطة والقضاء الذي ثبت تورطهم في جرائم كحصولهم على رشوة مثلا. ونظرا لمميزات برج المزرعة فقد اتسع أيضا للعديد من المثقفين والسياسيين ومرشحى الرئاسة السابقين، حيث ضم عددا من الأسماء اللامعة منها الشيخ عبدالحميد كشك والكاتب مصطفى أمين ونائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر والجاسوس عزام عزام " الذي وضع له بيانوا في عنبره " وتم حجزه في مكتب أحد الضباط، والسياسي أيمن نور، بالإضافة إلى أحمد نظيف وصفوت الشريف وعلاء وجمال مبارك وأحمد عز. سجن "برج العرب" لم يكن أقل رفاهية من المزرعة، حيث يوجد في هذا السجن مطعمان أحدهما للمساجين وهو مسئول عن تجهيز الطعام الرسمى للمساجين من فول وعدس وأرز، وهناك مطعم آخر مسئول عنه بعض الطباخين المتميزين في العمل.. ومن أراد أن يأكل منه فعليه دفع مبلغ لخزانة السجن ويتم بعدها تقديم كل الوجبات بدءا من الفراخ المشوية وحتى الخروف مرورا بكل الأكلات الشهية، وهو السجن الذي يسكنه الرئيس المعزول محمد مرسي وحسبما أفادت التصريحات أن أسرته دفعت في أولى أسابيع حجزه 4000 جنيه لأنه مريض بالقاولون ويحتاج نوعًا معينًا من الغذاء، بالإضافة إلى بعض المساجين الأغنياء الذين لا يأكلون سوى من هذا المطعم الذي بلغت إيراداته حسبما أكد العميد محمود البساطى مأمور السجن 800 ألف جنيه. ورغم أن سجن العقرب "شديد الحراسة " فإنه أحد أسوأ السجون سمعة حيث تم إنشاؤه خصيصا للجماعات التكفيرية في تسعينيات القرن الماضى بمساعدة أمريكية وتحت إشراف حبيب العادلى مساعد وزير الداخلية لأمن الدولة آنذاك، ورغم هذا اصبح سجن خمس نجوم بالنسبة لقيادات الجماعة الإسلامية بعد توقيع معاهدة نبذ العنف في التسعينيات وبعدها تحول السجن الشديد الحراسة إلى قاعة دراسة لتحضير الدكتوراه، حيث قام أكثر من عضو بتحضير الدكتوراه داخل هذا السجن، بالإضافة إلى مقابلة الأهل والأصدقاء وإنجاب الأطفال، بالإضافة إلى أجهزة التواصل من تليفزيون وراديو وجرائد تدخل لهم يوميا. أما بقية السجون المصرية مثل سجن طرة ووادى النطرون المختص بقضايا التجسس في المقام الأول فهى سجون تخضع لشخصية المسجون أولا وأخيرا، فإذا كان من السياسيين تحول إلى سجن خمسة نجوم، أما إذا كان من الفقراء أو غير القادرين وقتها يظهر مفهوم السجون المصرية والسجون شديدة الحراسة !