يخجل الناس في الصومال من شراء موانع الحمل، والسبب يعود إلى طبيعة المجتمع المحافظ والنظر للأطفال على أنهم يشكلون ضمانًا في المستقبل، مما حدا بصاحب صيدلية إلى اعتماد أسلوب البيع بطريقة الرسائل الهاتفية النصية منعًا للخجل. يحاول صاحب صيدلية في العاصمة الصومالية مقديشو كسر ثقافة الخجل من استخدام الواقيات الذكرية أو حبوب منع الحمل.. فصاحب الصيدلية في مركز المدينة القديم، وليس بعيدًا عن القصر الرئاسي، كتب لوحة خارج صيدليته يعرض فيه بيع الواقيات الذكرية، معلنا أنه يرغب في الحصول على هذه الواقيات أن يرسل رسالة نصية إلى هاتفه الذي كتب رقمه على اللوحة أيضا. يقول جاما إسحاق صاحب الصيدلية، إن أغلب من يريد شراء واق ذكري، يستحي من قول ذلك أمام الزبائن، ويتحدث معه بعد خروج الزبائن أو عند باب الصيدلية. كما أن الأمر يشمل أيضًا شابات يخجلن من طلب حبوب منع الحمل، فيقوم الزبائن بإرسال رسائل نصية إلى هاتفه بطلب ما يحتاجونه، فيعد هو الطلبية ويضعها في كيس، ثم يأتي الزبون ويستلمها منه ويدفع له الثمن. ويقول الصيدلي جاما: "إن مسالة تنظيم الأسرة مشكلة بالنسبة للصوماليين، الذين يعتبرون مواد منع الحمل والواقي الذكري أشياء غريبة.. الناس هنا محافظون جدا، ولا يوجد نظام تامين اجتماعي أو تقاعدي، والأطفال هم ضمان المستقبل عند الكبر". مثال على ذلك المعلم عبدالحي الدين، الذي فقد عمله منذ فترة. عبد الحي عمره 34 عاما وأب لسبعة أطفال والثامن في الطريق.. وبعد فقدانه عمله كمعلم، يعمل حاليا بين الحين والآخر في أعمال متفرقة، لكن هذا لا يكفي لتوفير الطعام لأسرته الكبيرة، يقول "أنا رب البيت ولا أقبل غير ذلك في بيتي، لا أقبل أن تستعمل زوجتي مواد منع الحمل، تزوجتها لتنجب لي أطفالا ولا قرار لها، القرار قراري". جاما إسحاق يقول إن هذا أمر طبيعي في الصومال، ويتمنى أن يتغير ذلك يوما ما، كما يأمل أن يعرض مواد منع الحمل والواقيات الذكرية أمام زبائنه ولا يخفيها في أدراج صيدليته.. يذكر أن عدد سكان الصومال يصل إلى عشرة ملايين شخص وتعتبر الصومال من أخطر دول العالم وأفقرها. ع.خ/ع.ج.م (DW) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل