قال شمس بدران، وزير الحربية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، يتمتع ببعد النظر إلى جانب صفات عدة أخرى أهلته ليسيطر على «عقل عبد الناصر» منذ لقائهما الأول على أرض فلسطين خلال تغطيته أحداث المعارك هناك عام 1948. وأضاف «بدران» في مذكراته التي تنشرها صحيفة «السياسة» الكويتية: «لكن تبقى أهم صفات هيكل هي (الانتهازية)، لأنه ارتبط بعلاقات مع القصر، وكتب مقالات (نفاق) وتقرب من الملك فاروق، كما ارتبط أيضًا بعلاقات واسعة مع الكثير من قادة الجيش المصري أثناء المعارك أبرزهم اللواء محمد نجيب الذي كان من أعلى الرتب العسكرية التي شاركت في المعارك، بل أصيب في تلك الحرب أيضًا». وواصل: «كان هيكل شديد الذكاء في التعامل مع نجم الثورة الصاعد جمال عبد الناصر، بعد أن درس حالته النفسية وتكوينه وعرف مفاتيح شخصيته الأساسية، وبدأ يتعامل معه وفقًا لخطة بطيئة، نجح خلالها في كسب ثقته واحترامه، وبدأ كل منهما يقرأ طموح الآخر نحو المستقبل، وبالنسبة إلى هيكل كان طموحه أن يصبح الصحفي الأول في مصر ويحظى برضا وقبول قادة الثورة الجدد، ولا سيما البارزون والمؤثرون منهم في صنع القرار والأحداث. أما عبد الناصر فقد كان يطمح إلى أن يسيطر على مجلس قيادة الثور، ويسعى إلى الانفراد بالسلطة بعيدًا عن باقي رفاق الثورة». وتابع: «كان عبد الناصر على موعد مع العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 الذي نجح بمهارته وذكائه في أن يحوله من هزيمة إلى نصر سياسي كاسح، بعدها بدأ نجمه يسطع في سماء السياسة والمحافل الدولية. منذ تلك المحطة تعمقت علاقة هيكل بعبد الناصر، وتحول بعد ذلك من مجرد صحفي ناقل للأخبار إلى جزء من منظومة الحكم، بل شريك رئيسي في صنع القرار السياسي المصري طوال فترة حكم عبد الناصر».