قضت محكمة الأمور المستعجلة، برئاسة المستشار "كريم حازم"، صباح اليوم الثلاثاء، بحظر أنشطة حركة حماس الفلسطينية في القاهرة، ومصادرة مقراتها؛ مما تسبب في ردود فعل واسعة على الصعيدين: المصرى والفلسطينى. ردود الفعل المصرية بين مؤيد للقرار، استبعد تأثيره على العلاقات بين مصر وحماس، ورافض يؤكد أن محكمة الأمور المستعجلة تختص بالشئون المدنية فقط – بحسب الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة - الذي أكد أن " المحكمة ليست الجهة المختصة بحظر أنشطة حماس في مصر". و في سياق الأساتذة الجامعيين، رأي الدكتور "جمال سلامة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، أن القرار لن يؤثر على العلاقات بين مصر وحماس في شىء، لافتًا إلى أن المصلحة المشتركة هي الأساس في العلاقات بين الدول، والهدف الوحيد من القرار هو الضغط على حماس؛ لعدم التدخل في الشأن الداخلى المصرى، أو الإضرار بالأمن القومى. أمنيًّا، قال الخبير الأمنى، العقيد "خالد عكاشة"، إن " القرار لابد منه، ردًا على تضحية حماس بالعلاقات المصرية الفلسطينية، ومحاولاتها الدائمة للتحدث باسم الشعب المصرى فيما يخص عودة الرئيس المعزول "محمد مرسي" إلى الحكم"، مستطردًا: "رفع قادة "حماس" صور "مرسي" في شوارع غزة، في تحدٍ واضح، وإهانة متعمدة للإرادة الشعبية التي عزلت مرسي". إستراتيجيًا، توافقت آراء الخبراء الإستراتيجيين فيما يخص القرار، إذ رأى الدكتور "سعيد الزنط"، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، الحكم متأخرا ً، وكان يجب إصداره في اليوم التالى لثبوت تورط "حماس" في فتح السجون المصرية، خلال الأيام الأولى من الثورة المصرية. كما أوضح الدكتور "سمير غطاس"، رئيس منتدى الشرق للدراسات الإستراتيجية - أن "حماس لا تمتلك مقرات لها في مصر، وأن مكاتبها بالداخل غير رسمية، تختص بأمور التجارة مع بعض قادة الإخوان المسلمين؛ مما يعني أن الحكم لن يؤثر كثيرًا على حماس"، إلا أنه قد وافق "الزنط" الرأى في صدوره متأخرًا. متابعة للشأن الفلسطينى، وتحديدًا حركة "فتح"، التي عبر عن رأيها السفير "حازم أبو شنب"، عضو المجلس الثورى لحركة فتح، قائلًا: " إن "فتح" ومعها 12 مليون فلسطينى، عزلوا من قبل حركة حماس، وقطعوا العلاقات معها؛ لقيامها بانقلاب دموي على إرادة الشعب الفلسطيني، ومن ثمَّ يؤيدون القرار المصرى". أما المحلل السياسي "طه الخطيب"، فقد أدان موقف حماس - وخاصة وسائل إعلامها التي رأي أنها تناصب "مصر" العداء، منذ ثمانية شهور-وتخصيصها لمكاتب قنواتها في القاهرة -خاصة قناتى القدس والأقصى- للهجوم وبث شائعات ضد الدولة المصرية، في محاولة صريحة من حماس لتشويه الإرادة المصرية - على حد قوله . و توقع الدكتور "عدنان أبو عامر"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه تجرى مشاورات سرية من الدول الحليفة لفتح وحماس؛ لمحاولة إعادة العلاقات بين الطرفين، خاصة أن القرار سيؤثر على تطورات أوضاع المصالحة بين فتح وحماس؛ لأن مصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك مفاتيح المصالحة. و على صعيد ردود الفعل التي تسابقت في الإدانة للقرار المصرى، اعتبر السيد "مشير المصرى"، القيادى بحركة حماس، أن "الحكم السياسى" يأتى للتأثير على المقاومة الفلسطينية. كما أعرب عدد من قادة حركة حماس عن استيائهم الشديد من القرار الذي صدر، صباح اليوم الثلاثاء، واعتبروه "خطيئة سياسية" للإدارة المصرية - على حد زعمهم . ردود الفعل مازالت تتزايد عقب الحكم، وتستمر الإدانات من جانب "حماس"، والتأييد من حركة "فتح"، لكن ذلك لن يغير من واقع " صدور الحكم وانقضاء الأمر " شيئًا.