"التانجو" هذه الرقصة الرومانسية، الكثير منا لا يعلم أصلها وكيف بدأت وتطورت إلى رقصة غاية في الرومانسية، يؤديها العشاق بكل رشاقة، مُعبرين عن شتى معاني الحب التي تجمعهم. "التانجو" بدأ في أواخر القرن التاسع عشر كرياضة تنافسية في عاصمة الأرجنتين "بيونيس آيرس"، فحين تم اكتشاف الأمريكتين، كان هناك عدد كبير من المجرمين تم إرسالهم إلى العاصمة الأرجنتينة في سجن مفتوح هناك، من أجل تأدية بعض الأعمال، أثناء فترة سجنهم. كان هؤلاء السجناء يعيشون حالة من العزلة والوحدة، فليس هناك امرأة في حياة أي منهم، وكان ما يتلقونه من أموال ضئيل جدا، ولم يكن أمامهم سوى ملجأ واحد للخروج من حالة العزلة هذه، هو بيت الدعارة الوحيد الموجود في المنطقة. كان عدد العمال يفوق عدد السيدات المتواجدات في بيت الدعارة بشكل كبير جدا، ولم يكن هناك سوى حل واحد "التنافس فيما بين الرجال"، ومن يفوز هو من يدخل إلى بيت الدعارة وينال ليلة في حضن إحداهن. وكان التنافس يتم بحركات شبيهة برقصة "التانجو" حاليا، شد وجذب، حتى يسيطر أحد الأطراف على الآخر، ويفوز عليه. ثم تطورت "التانجو" ودخلت المرأة إلى ميدان المنافسة، فكانت السيدات يتنافسن أمام الرجال، كشيء من تصفية الحسابات، إذا ضايق أحد الرجال امرأة تدخل معه في منافسة، وينتظر الجميع من يفوز، وهل ستنال المرأة حقها من الرجل الذي تنافسه. كل هذا كان يتم على إيقاعات وموسيقى وأغان شبيهة إلى حد كبير موسيقى التانجو حاليا، وكان أغلب المتنافسين من دولة المجر. وكانت الأغاني تحتوي على عدد من الإسقاطات أو "السيم"، فكانت هناك كلمات حين تُقال يكون من المعروف أنها تعني مفردات أخرى غير المعنى القريب. وحين بدأت الطبقة الأرستقراطية الأوربية الذهاب إلى منطقة السجون هذه، أعجبوا بالتانجو، ولكن الحركات والإيحاءات الجنسية التي كانت تحملها رقصة التانجو الأرجنتينية والمعروفة ب"تانجو لامبادا" أو "Dirty Dance"، وهي عبارة عن علاقة جنسية بين الطرفين لكن بكامل ملابسهما، لم تتناسب قط مع الأرستقراطيين فحولته إلى "التانجو العالمي" وهو الحركات المتعارف عليها الآن.