سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أثريون يطالبون بالتحقيق في اختفاء دينار "77" من المتحف الإسلامي.. الزهار: فاترينة العملة الأموية لم تتأثر بانفجار مديرية الأمن.. النبراوي: الدينار المفقود معروض على الإنترنت منذ أكتوبر الماضي
طالبت نخبة من خبراء الآثار المتخصصين في الآثار الإسلامية بفتح تحقيق عاجل في واقعة اختفاء دينار 77 الأموي، المفقود -حتى الآن- من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، مؤكدين القيمة الأثرية والتاريخية النادرة له، حيث يعد أول دينار عربي يعبر عن وحدة الدولة الإسلامية العربية. وكان المتحف تعرض للتدمير نتيجة الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة الشهر الماضي. وقال الدكتور أحمد الزيات أستاذ الآثار الإسلامية: إنه يوجد في العالم نحو 18 دينارا مصكوكا عام 77 هجريا، من بينها اثنان في مصر ضمن مقتنيات متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، مشيرا إلى أن الدينار المفقود كان في القاعة رقم (1) بالمتحف في الفاترينة رقم(1) والتي كانت تضم 12 دينارا ودرهما و8 أطباق خزفية وأبريق مروان الأثري. وتوقع الزيات أن الدينار المفقود سيتم العثور عليه ضمن المقتنيات، التي قام بنقلها أمناء المتحف إلى المخازن داخل المتحف بعد جرد القطع الأثرية فور وقوع الحادث خاصة وأن حجمه صغير. من جانبه، طالب الدكتور رأفت النبراوي أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة وعميد كلية الآثار السابق بضرورة فتح تحقيق عاجل في الواقعة. واستبعد أن يكون الدينار الأموي المفقود هو المعروض على إحدى مواقع بيع العملات على الإنترنت في أكتوبر الماضي خاصة، وأن قيمة هذا الدينار تتجاوز 2 مليون دولار وليس الثمن المعروض للبيع والبالغ 250 ألف دولار. وأوضح الباحث الأثري سامح الزهار، المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية أن هذا الدينار النادر هو الوحيد الذي فقد ضمن نحو 180 عملة أثرية كانت معروضة في المتحف وقت وقوع الحادث، لافتا إلى أن الفاترينة التي كان بداخلها هذا الدينار لم تتعرض للتهشيم والقطع الأخرى التي كانت داخل تلك الفاترينة لم تتأثر سواء بالفقد أو بالتهشيم. وأشار إلى أنه منذ فتره كان هناك دينار مماثل (77 هجريا) كان معروضا في صالة مزادات بولدون وهي أحد الصالات المتخصصة في العملات الأثرية وقد تم بيعه بمبلغ 330 ألف إسترليني وهو ما يقارب 4 ملايين جنيه مما يدل دلالة واضحة على أن المعروض على الإنترنت -مؤخرا- في غحدى المواقع هو نموذج مقلد وليس أصليا. وأكد الزهار أنه لا يمكن عرض أو بيع الدينار المفقود من المتحف الإسلامي للمتاحف ولكن يمكن أن يقتنيه الأشخاص التي تمتلك مجموعات خاصة من العملات وجامعي العملات الأثرية خفية، مثلما حدث في الدينار الذي قد تم بيعه في بولدون، مشددا على ضرورة فتح تحقيق مع كافة العاملين بالمتحف والمسئولين حول واقعة الاختفاء. واستعرض الزهار القيمة التاريخية للدينار، لافتا إلى أنه يعد أول دينار عربي تم ضربه سنة 77 هجريا، وهو من أندر العملات في العالم أجمع ويرجع هذا الدينار إلى عصر الخليفة الأموي الخامس عبدالملك بن مروان، الذي اتجه إلى التعريب بعد استقرار الدولة فقام بعملية تعريب أوراق البردي، وأبطل النقوش الرومية من على الأوراق البردية ووضع عليها نقوشا عربية ذات صبغة إسلامية. وأضاف أن عبد الملك بن مروان قد لجأ إلى عمل طراز جديد للسكة يعبر به عن وحدة الدولة الإسلامية العربية بسبب أن بعض الولاة كانوا قد أصدروا عملة بأسمائهم، خاصة بهم، مثل عبدالله بن الزبير في مكة ومصعب بن الزبير في العراق ومن بعدهما الحجاج بن يوسف. وأوضح أن هذا الدينار به خصائص الدينار الأموي مجتمعة وهي أنه لا يذكر اسم الخليفة ويكتب عليه مأثورات عربية إسلامية ولا يذكر اسم مكان الضرب إلا فيما ندر ذلك، وأن الضرب كان في دمشق وقيل إن مصر كانت تضرب الدينار في عهد الوالي عبدالعزيز بن مروان بأمر من الخليفة. وأضاف أن الدينار من الذهب المصقول النقي عيار 22 مخلوط ببعض المواد مثل النحاس والفضة والبالديوم وغيرها ولكنها بنسبة قليلة جدًا لتماسكه ولصلابته، ذو سماكة 1 ملم والقطر للدينار التقريبي والمعتاد 77- 20 - ملم، ووزنه المعتاد والشرعي - 250 - 4 - جم أما عن نوع الكتابة والخط فهو كوفي بسيط ذو النهايات السهمية الناشفة. وأشار إلى أنه كتب بالوجه الأول للدينار - لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكتب بالهامش محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله كما كتب بالوجه الثاني (الظهر) الله أحد، الله الصمد لم يلد ولم يولد - وكتب بالهامش بسم الله ضرب هذا الدينار في سنة سبع وسبعين.