"بيوت تسكنها الأرواح"، متتالية سردية صدرت مؤخرا للكاتبة هويدا صالح عن سلسلة "كتابات جديدة" للهيئة المصرية العامة للكتاب، وهى عمل فنى يقف على تخوم الرواية من ناحية والقصة القصيرة من ناحية أخرى. ففكرة المتتالية تتمثل فى أنها تجمع نصوصا قصصية متفرقة برابط الشخصية الواحدة التى تشارك القارئ رحلة السرد منذ انطلاقه حتى نهايته، فبطلة العمل تعانى من القلق والاكتئاب، وتذهب إلى طبيب نفسى يعالجها هى وآخرين بالحكى، بالفن، بسرد الآلام والتخلص منها، كى تنهض أرواحهم، وتقاوم. وتدرك البطلة قيمة الاستشفاء بالفن، فتقرر أن تكتب أوجاعها وآلامها، وتصور كل ما يشغلها ويوجعها فى قصص تدفع بها إلى فضاء البيوت التى تسكنها أرواح هؤلاء المعذبين والمهمشين، والذين دفع بهم المجتمع بشكل أو بآخر إلى حدود الجنون، وأغرقهم فى المرض النفسى. وتدين النصوص السردية التى قدمتها هويدا صالح بشكل واضح الثقافة الذكورية التى تحكم وعى المجتمع، والتى تدفع النساء إلى حافة الجنون. وتفضح النصوص المسكوت عنه فى تلك الثقافة التى تعمل على تشيىء النساء وتسليعهن، واعتبارهن محض أجساد خلقت لمتعة الرجال.