تناول برنامج "هنا العاصمة" الذى تقدمه الإعلامية "لميس الحديدى" على قناة "سى بى سى"، العديد من القضايا الساخنة التى شهدها أمس الثلاثاء، وأبرزها زيارة الرئيس الإيرانى، أحمدى نجاد، للقاهرة لأول مرة بعد 34 عاما من الجفاء فى العلاقات المصرية الإيرانية. وتضمنت حلقة البرنامج، زيارة "نجاد" لشيخ الأزهر، وتفاصيل ما دار بينه وبين الإمام الاكبر أحمد الطيب، وما وجه من انتقادات بسبب سياسية إيران فى اضطهاد "السنة" فى "الأهواز" و"سوريا" و"العراق". وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، إن زيارة الرئيس الإيرانى محمد أحمدى نجاد للأزهر، جاءت تأكيدا للعلاقات الطيبة بين البلدين، مضيفًا أن محاولات التدخل الإيرانى فى الدول العربية هى التى جعلت العديد من هذه البلدان تدين بالولاء لإيران. وأشار مستشار شيخ الأزهر، إلى أن الإمام الطيب بحث مع نجاد الوضع فى سوريا وتدخلات إيران ومساعداتها لنظام بشار الأسد واتهامه، بالتدخل بقوة فى شئون البحرين الداخلية، واضطهاد أهل السنة فى إقليم الأهواز، وتحدث عن سب أهل البيت، مؤكدًا أن ذلك يتسبب فى التباعد بين المذهب السنى والشيعى. وأكد "مهنا"، أن رد الرئيس الإيرانى "نجاد" على حديث "الطيب"، كان أن بلاده تسعى إلى تقارب فى وجهات النظر فى علاقاتها مع البلدان المجاورة وأنه سوف يبحث مع كبار العلماء هذه المشكلات للتقريب بين المذهب السنى والشيعى. وفى نفس السياق، قالت الدكتوره نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية، إن الهدف من الزيارة هو الدعوة للمذهب الشيعى وهو ما يفسر حالة الرفض الشديدة للزيارة من جانب الدعوة والجبهة السلفية، بعد تخوفهما من نوايا إيران الحقيقية فى التشييع واعتراضًا على ما يمارسه النظام الإيرانى من انتهاكات فى حق أهل السنة فى الأحواز والعراق وسوريا. مؤكدة أن إيران هى التى عرضت أن تقوم مصر باستضافة مؤتمر المفاوضات النووية القادم ولكن مصر اعتذرت بسبب الأحداث الجارية التى تمر بها، واستنكرت الهجوم على الزيارة من جانب التيار السلفى. أما الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، فقال: إن الإعلام الإيرانى ادعى أن إيران تسعى إلى رواج السياحة الدينية عن طريق زيارة خمسة مليون مواطن إيرانى للمزارات المقدسة - مقابر أهل البيت فى مصر - مشيرًا إلى أنه إذا كان الهدف الحقيقى من الزيارة هو الدعوة إلى المد الشيعى فلا مرحبًا به ولا بزياراته؛ لأن مصر بلد سنى وستبقى هكذا إلى يوم الدين. وأضاف أن الشيعة مكثوا فى مصر فترة ولم يستطيعوا تشييع سنى واحد، مشيرًا إلى أن اعتراضهم على زيارة نجاد لمساجد السنة لأنه يدنسها بعدما تسبب فى اضطهاد السنة فى إقليم الأحواز وتعذيب الحرس الثورى الإيرانى للسنيين فى العراق، وتلوثت أيدى النظام الإيرانى بالدم السورى، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الزيارة اقتصادية فلا مانع منها ولا تحفظات عليها، مشيرًا إلى أن إيران هى الرأس الثالث للمثلث الاستراتيجى (تركيا، مصر، إيران)، ولا بأس من إقامة علاقات اقتصادية أو التقارب فى وجهات النظر. وعلى صعيد آخر، قال هشام عبد الحافظ، محافظ البنك المركزى، إن الاحتياطى النقدى لمصر يدخل مرحلة الخطر بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية التى تمر بها مصر، مشيرًا إلى أن البنك قام بخطوات لتقليل الفارق بين الدولار والجنيه المصرى عن طريق تسهيلات ائتمانية وتدبير العملة. ودعا محافظ البنك المركزى، المصريين بالخارج إلى إجراء تحويلات ورقية للتغلب على فروق الأسعار، مؤكدًا أنه ألغى نسبة 1 % كانت تحصل عليها البنوك كعمولة على الدولار لتقليل الفارق قدر المستطاع وحتى يكون الفارق حقيقيا. وأشار عبدالحافظ إلى أن واردت مصر لا تكفى سوى ثلاثة أشهر فقط وهو ما يتطلب أن تتضافر الجهود لإيقاف العنف فى الشارع لايقاف نزيف الخسائر ولفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين لخلق فرص عمل جديدة تهدف إلى رفع قيمة الجنيه المصرى فى السوق .