سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"سر المعبد"الحائز على جائزة أفضل كتاب بمعرض القاهرة.. يكشف أسرار الإخوان.. الخرباوى: التنظيم وسيلة لتكبيل الفرد.. والجماعة تحولت لسجن بشرى..قسم الوحدات فى الجيش إخوانى..وأسعد أيامى حينما تركتهم
فى الإخوان نزفت نفسى.. وللإخوان سكبت نفسى.. وفى الإخوان نسيت نفسى.. فتلاشيت.. كقطرة ماء تبخرت. وحين يوم وقعت قطرة الماء من السحابة .. فتألمت .. ومن ألمها ستنبت شجرة الكنز . وذات يوم عرفت قطرة الماء أن الضياء ينير الطريق ولكنه أيضا يعمى البصر . بهذه الكلمات بدأ ثروت الخرباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، كتابه "سر المعبد " الذى حصل على جائزة أفضل كتاب فى الدورة 44 بمعرض القاهرة الدولى للكتاب المقامة حاليا. أوضح الخرباوى أسرارا وتفاصيل عايشها واطَّلع عليها وهو داخل قيادة الإخوان المسلمين، مستشهدا بوثائق قد تثير جدلا بين قيادات الإخوان وأتباعهم بعد تداولها بينهم. حقق الكتاب رواجا وانتشارا واسعا فى السوق المصرية، حتى إن دار نهضة مصر للنشر التى تولت طبع الكتاب، طرحت الطبعة ال14 فى الأسواق بعد زيادة الطلبات على كتاب "سر المعبد " بصورة قد تضطر دار النشر إلى ترجمته إلى عدة لغات قريبا. قال الخرباوى فى الكتاب : مرت سنوات وأنا فى قلب الإخوان، رأيت أفكارا ترتفع وأفكارا تتهاوى، شخصيات حملت الجماعة وشخصيات حملتها الجماعة، كان فى ظنى أن التنظيم ما هو إلا وسيلة لتوجيه طاقات الفرد، فإذا به وسيلة لتكبيل الفرد فى سلسلة بشرية طويلة أشبه ما تكون بسلسلة العبيد التى تحمل إلى أمريكا من بداية القرن السادس عشر. الفارق أن " كونتا كنتى " الشاب الأفريقى المسكين الذى كان يتم أسره من غرب أفريقيا قهرا وغصبا كان لا ينفك عن التمرد على العبودية، لكنه يظل أبد الأبدين مستعبد الجسد طليق الروح والنفس، ثم تخرج من صلبه بعد ذلك أجيال لا تعرف إلا العبودية فتظنها الحياة، وحينها تكون هذه الأجيال هى أعتى أعداء الحرية، ويكون السجان هو سيدها وقرة عينها، أما الذى يفتح لها الأبواب المغلقه لتنطلق إلى حريتها فهو العدو الذى يجب أن تقاومه. عبودية التنظيمات الحديدية هى أشد وأنكى من عبودية "كونتا كنتى" إذ إنها عبودية الأجساد والأرواح والأنفس. أظن أن جماعة الإخوان تحولت لسجن بشرى لا يحفل كثيرا بقيمة الحرية، يستحقون الرثاء، من عاشوا فى الظلام وينزعجون من النور، من يقبعون فى سراديبهم الضيقة وهم يحسبون أن الطريق إلى الدين والفضيلة لا يكون إلا من خلال السراديب المغلقة. وفى الفصل الأخير من الكتاب، عرض الخرباوى مشاهد من الثورة قال فيها : بعد ثورة الخامس والعشرين مات صديقى " العميد حسنين " الضابط السابق فى النيابة العسكرية، كان العميد حسنين صوفيا حتى النخاع، شاب الفتور العلاقة بينه وبين الإخوان .. . خاصة فى الفترات السابقة للثورة، فقد كان متحمسا للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ناقما على الإخوان؛ بسبب طريقتهم فى التعامل مع المختلفين معهم فى الرأى .. . إلا أنه لم يغادر التنظيم. التقيت فى العزاء بصديقى أشرف الذى كان معى فى إخوان منطقة الزيتون، وكان فى السابق ضابطا مهندسا من خريجى الفنية العسكرية وقد بزغ نجمه إخوانيا بعد الثورة. - شفت يا أشرف نحن أحباب منذ زمن وأنا أخوك مهما فرقت بينا السبل، فبحق الإخوة أريد أن أعرف: هل كانت هناك صلة بين الإخوان والعميد حسنين ؟ - نعم يا أخى كان العميد حسنين من الإخوان وكان عضوا بالمكتب الإدارى لقسم الوحدات، كان مسئولا عن بعض الأنشطة الإخوانية داخل الجيش ؟ - ولكنه كان صوفيا ؟ - لم يكن فى الإمكان يا أخ ثروت أن يعبر الشخص منا داخل الجيش عن عاطفته الدينية دون أن يلفت إليه الأنظار إلا لو كان صوفيا. - يا الله، كانت الصوفية غطاءً لأنشطة الإخوان فى الجيش ؟ - وهل كنا نستطيع أن نفعل غير ذلك ؟ - ولماذا الجيش ؟ - لولا قسم الوحدات فى الجيش ما نجحت الثورة ؟ - كيف هذا ؟ فكر الإخوان ليس فكرا ثوريا والجيش وحده هو الذى ناصر الثورة فى البداية ثم استوعبها بعد ذلك ! تطرق ثروت الخرباوى لتفاصيل دقيقة وخطيرة فى الكتاب بدأها فى الجزء الثانى جاء فيها : عندما كنت طالبا فى السنة النهائية بكلية الحقوق وقع تحت يدى طبعة قديمة لأحد كتب الشيخ محمد الغزالى، وإذ جرت عينى على سطور الكتاب وجدته يتحدث عن أن المرشد الثانى، حسن الهضيبى، كان ماسونيا ! لم تتحمل عينى استكمال القراءة فأغلقت الكتاب ووقعت فى حيرة، كنت فى هذه الفترة قد أحببت الإخوان وشغفت بتاريخهم، وكنت فى ذات الوقت منجذبا للشيخ محمد الغزالى وخطبه وكتبه وطريقته الثائرة. كان جيلى كله يعتبر الغزالى أمام العصر ومرشد العقل، أيهما أصدق ؟ الإخوان الذين طهرهم الله فأصبحوا جماعة ربانية، أم الشيخ الإخوانى العالم الفقيه المجاهد الثائر المجدد محمد الغزالى ؟ لم تنته حيرتى ولكننى وضعتها فى زاوية مهجورة من عقلى. ومع التفاصيل والأسرار التى عرضها الكتاب ومقابلته بالقيادات الإخوانية الكبيرة والمؤثرة فى جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولى، لكن كانت أسعد أيام الخرباوى حينما ترك الجماعة.. حيث ختم : كانت آخر أيامى فى تنظيم الإخوان هى أسعد أيام حياتى، ويالها من أيام أدرك قلبى فيها أن تنظيم الإخوان كان سرابا يدفعنى نحو التيه .. . كنت قد عقدت العزم على التخلص من تلك القيود الثقيلة التى أقعدتنى وعرقلتنى وحاولت تكبيل أفكارى، فالنفس السوية ترفض الاستبداد حتى لو كانت قيوده من ذهب، أو كانت جدرانه قد شيدت من لافتات الفضيلة . ولأن حسن الهضيبى المرشد العام السابق للإخوان قال لى: نحن نتحالف مع من يستطيع أن يقربنا من دوائر صنع القرار .. تحالفنا مع الأطباء مع حمدى السيد ومع حسب الله الكفراوى فى المهندسين لهذا السبب .. وأى شخص قريب من دوائر السلطة العليا سنتحالف معه، ولن نقبل أن يخرج أى واحد منا على هذا القانون .. هذا هو دستور الجماعه وأنت رجل قانون.