القبض على 100 شاب في قصر «البارون» كشفت «عبدة الشيطان».. وموسيقى «البلاك ميتال» طريق الوصول ل«دنيا إبليس» من طقوس «أتباع الديانة» إطالة الشعر ودق الوشم وطلاء الأظافر والشفاه بالأسود 1982 شاهد المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية 1955 باع ورثة «البارون» القصر لمستثمرين سعودى وسورى ب 7 آلاف جنيه "الشيطان يكمن في القصور".. و"قصر البارون" كان البداية مع "عبادة الشيطان".. و"الديث ميتال" و"البلاك ميتال" و"البانتيرا".. "السودوم".. وسيلة ل"الغواية" والهروب من الحقيقة.. أصوات صاخبة وحفلات ماجنة ورقصة "الهيدباندنج".. وعيون زائغة تبحث عن التيه بأظافر طويلة وكلمات تخرج من شفاه سوداء.. ملامح رسمتها التحقيقات التي ارتبطت بعبادة الشيطان في مصر.. تلك القضية التي أثارت جدلًا وتبادل اتهامات بالتهويل أو التهوين. بدأت القصة عام 1997 بعد إلقاء القبض على نحو 100 شاب بتهمة "عبادة الشيطان" لتأخذنا التفاصيل إلى 1911 عام اكتمال "قصر البارون" الذي تعود ملكيته إلى المليونير البلجيكى إدوارد إمبان الذي وصل مصر بعد افتتاح قناة السويس ليختار الصحراء مكانًا للإقامة مستعينًا بتصميم المهندس الفرنسى إلكسندر مارسيل، لتزدان المنطقة الصحراوية الواقعة على شرق القاهرة بعد خمس سنوات بقصر منيف على جدرانه تماثيل لراقصات من الهند وقبة طويلة وتماثيل بوذا. وبعد وفاة "البارون إمبان" عام 1929 بسنوات أصبح القصر مُهملًا وتحول إلى بيئة خصبة للأساطير حول وجود أشباح تعيش فيه، ما دفع ورثة «إمبان» زوجته وابنته لبيعه عام 1955 إلى مستثمرين أحدهما سورى والآخر سعودى بمبلغ سبعة آلاف جنيه وتمت محاولات عديدة لهدم القصر لتحويله إلى فندق عالمى لكن ذلك لم يحدث مطلقا وتم هجر القصر ليتحول إلى موقع للرعب تدور حكايته حول سماع أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا. ومن ضمن الأقاويل المدللة على ذلك تصريح بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر الذي أوضح أن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلا، وهى لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن ويؤكد ذلك ما حدث في عام 1982 حيث شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسى للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحد. إلى أن جاءت مرحلة التسعينيات في مصر وظهور ما يُعرف بقضية "عبدة الشياطين" لتكشف التحقيقات أن القصر كان ملتق لهؤلاء الشباب يمارسون فيه طقوسهم التي كانت عبارة عن تعاطى المخدرات والاستماع للموسيقى الصاخبة ويرقصون "الهيدباندنج" لمدة تصل إلى 6 ساعات وهم يحركون رءوسهم بسرعة من فوق إلى أسفل ويرفعون أياديهم بعلامة الشيطان. ويذكر كتاب «عبدة الشيطان في مصر» الصادر آنذاك، أن هؤلاء الشباب كانت لهم ملامح مميزة من حيث إطالة الشعر والوشم والملابس الغريبة وطلاء الأظافر والشفاة باللون الأسود. يقول أحد «عبدة الشيطان» في التحقيقات الرسمية: شغفى لاستماع موسيقى «البلاك ميتال» و«الديث ميتال» اللتين تتميزان بالإيقاعات السريعة كانت بداية تورطى في هذه القضية بعد أن انضممت إلى مجموعة من الشباب ووجدت نفسى "أبتعد عن أسرتى رويدًا رويدًا، واقترب من معتقدة الشيطان رويدًا رويدًا كان يسهل على ذلك تلك العبارات التي تحملها الأغانى من موسيقى البلاك ميتال الهادرة، وأصبحت أتعاطى المخدرات، وعرفت أشخاصًا يعبدون الشيطان عبادة كاملة فعبدته مثلهم.. لقد كان قادة هذه الجماعات الشيطانية يأمرون كل عضو جديد بأن يترك منزل أسرته ليعيش معهم، وأن يحمل معه خنجرا بشكل دائم. "أنا أول الذين عبدوا الشيطان في أول منطقة ظهرت فيها هذه الدعوة وهى المعادي، أعضاء التنظيم كانوا يتبادلون الزيارات مع الأجانب.. تعرفت على عضو بارز في الجماعة عن طريق كريمة إحدى الممثلات حضرت العديد من الحفلات الموسيقية معها، كنا نؤدى تراتيل الشيطان على أنغام الموسيقى ثم رقصة "الهدجن جنج" بقصر البارون نحو 6 ساعات ثم نخرج للصحراء".. هكذا يتحدث شاب ثان عن "عبادة الشيطان" في مصر، كما ورد في الكتاب السابق. وبحسب المعلومات المتوفرة على الشبكة العنكبوتية فإن أبواب "قصر البارون" لم تفتح إلا 4 مرات: الأولى عندما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين في مصر عام 1961، ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته، والمرة الثانية عندما دخله حسين فهمى والمطربة شادية لتصوير فيلم الهارب، والمرة الثالثة عند تصوير أغنية للمطرب محمد الحلو بطريقة الفيديو كليب أما الرابعة فكانت عندما دخل القصر أحمد حلمى ومنة شلبى في فيلم آسف على الازعاج، والمرة الخامسة كانت ل«عبادة الشيطان»، استنادًا إلى ما ورد في كتاب «عبدة الشياطين في مصر». ظاهرة عبادة الشيطان لم تتوقف عند قصر البارون عام 1997 فقط ولكنها تخطت حدود المكان والزمان ففى أغسطس 2012 عادت قضية عبدة الشيطان مرة أخرى لتطفو على السطح من جديد ولكن هذه المرة من ساقية الصاوى عندما شاهد مجموعة من المواطنين مجموعة كبيرة من الشباب يرتدون ‘'تى شيرت'' أسود اللون وإكسسوارات غريبة سوداء اللون أيضا، أُطلق عليهم اسم' ‘عبدة الشيطان''، ويتصرفون بطريقة غريبة، وقام الأهالي بتوكيل أحد المحامين لإجبار مسئولى الساقية على عدم استضافتهم مرة أخرى. وفى نفس العام أبت ظاهرة "عبدة الشيطان" أن تتوقف لتظهر مرة أخرى، ولكن هذه المرة خارج نطاق القاهرة الكبرى فمن أعلى المناطق الجبلية بمنطقة طابا بجنوب سيناء، أقام مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عاما معسكرا وشوهدوا وهم يرقصون رقصا صاخبا ويمارس بعضهم الجنس العلني، إضافة لاحتساء بعضهم أكوابا من «الدم»، ونقلا عن أحد المصريين المشاركين في الحفل فإنهم بدءوا في ممارسة نشاطهم منذ أربعة أعوام، وتم التعارف من خلال صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك".