سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«اليسار الموحد.. حلم مات إكلينيكيًا».. حملة تسعى لدمج 24 حزبًا وحركة تحت جناحها.. «التجمع»: فكرة طموحة لكن ليس هناك «شيء بالغصب».. «الاشتراكي المصري»: كيف سنوحد الناصريين والشيوعيين؟!
«يسار موحد».. حلم أطلقه عدد من الشباب اليساريين والاشتراكيين في أغسطس الماضي عبر «فيس بوك»، للم شمل تيار اليسار في مصر، ومن دعوة «فيس بوكية» إلى «واقع ملموس» بدأ مشروع «اليسار الموحد» يشق طريقه من «مجرد حلم» إلى واقع، ولكن هذا الواقع أثار جدلا حوله وبات الانهيار شعاره حاليًا. ففي منتصف «أغسطس الماضي» انطلقت حملة «يسار موحد» من مجموعة من شباب اليسار المصري برئاسة الدكتور محمد دوير بهدف بناء يسارٍ مصري جديد وفق مرجعية الاشتراكية العلمية، ومن أجل توحيد قوى وأحزاب اليسار، دشنت الحملة في أول سبتمبر 2013 استبيان رأي حول كل ما يتعلق بتساؤلات الوحدة كخطوة أولى تتبعها خطوات أخرى في المستقبل القريب، واحتوى الاستبيان على 28 سؤالًا حول الوحدة لمدة 15 يومًا، اعتبارا من أول سبتمبر، وشارك فيه 518 شخصًا، بحسب ما أعلنه مؤسسو الحملة آنذاك. وعقب ذلك، عمدت «يسار موحد» على تشكيل عدة لجان لها في محافظات «القاهرة–الجيزة- الإسكندرية–الغربية–المنوفية– البحيرة- كفر الشيخ–الدقهلية–الإسماعيلية– بورسعيد– المنيا–الأقصر»، ورفعوا شعار «راية واحدة.. تنظيم واحد» و«نداء من أجل الوحدة». وفي سياق ذلك، قال «محمد دوير مؤسس حملة يسار موحد» إن الحملة ستستمر بعد ذلك لدفع ورفع مقومات الضغط على الجميع من أجل اتخاذ خطوات عاجلة وسريعة نحو وحدة اليسار المصري، مشيرًا إلى أن جيل الشاب في اليسار المصري بات قادرًا ومؤهلًا لإنجاز الكثير من المهام لنقل مستوى الفعل الاشتراكي خطوة إلى الأمام، لأنه جيل خرج من رحم حراك شعبي وزخم سياسي وثوري هائل. «دوير» كشف أن «يسار موحد» هي حملة ضغط من الشباب على الكوادر والقيادات الحزبية من أجل الوحدة وليست حركة صناعة وبناء، لأنهم لا يمتلكون سوى الضغط الشبابي للم شمل اليسار المصري للعمل الوحدوي تحت أي ظرف، وخصوصًا في ظل وجود 24 تنظيمًا حزبيًا وحركات اشتراكية معرضة قابلة للزيادة إلى 50 تنظيمًا خلال 3 سنوات، بما يهدد التيار بالتفتت. وإن كان يبدو «ظاهريًا» أن الفكرة جيدة لليسار، إلا أنها لاقت انتقادات لاذعة بالإيمان بأفكار وهمية وغير صحيحة تؤدي لانتقاد الشباب لأحزابهم. وفي إطار ما سبق، قال هاني عبد الراضي، عضو اتحاد الشباب التقدمي –الجناح الشبابي لحزب التجمع - إن «الفكرة رغم أنها طموحة، إلا أن العمل السياسي لا يتم غصبًا وبالقوة ولا يمكن إجبار أحد على الانضمام لها، وبالتالي فإن الحملة لن تفضي في النهاية إلى حركة يسارية جديدة». كما أشار «رامي الحديني –عضو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي المصري» إلى أن فكرة يسار موحد غير قابلة للتنفيذ للاختلاف الفكري بين القوى الحزبية فما بين الناصريين دعاة القومية العربية ودور رأس المال في الاقتصاد القومي مع الشيوعيين دعاة الأممية الطبقية الرافضين لأي دور في الاقتصاد، يبقى السؤال: (كيف سيتم توحيد هؤلاء فكريًا؟» «يسار موحد.. حملة وليست حركة كما يروج البعض.. شباب اليسار ينضمون للأحزاب ويلتفون حول قيادات الأحزاب الاشتراكية، عندما يروا أنهم مؤتمنون على مواثيق الاشتراكية التي يؤمن هؤلاء الشباب.. الانشقاق الحقيقي على تلك المبادئ يكون من جانب تلك القيادات التي تترك تلك المبادئ ويكون وجودها في الأحزاب الاشتراكية وتحت اسم مواثيق الاشتراكية مجرد اسم فقط»، كلمات حمل بها «أحمد العتر أمين الاتصال بحملة يسار موحد» مسئولية تفكك اليسار. أضاف أن «الحديث عن صعوبة توحيد الناصريين والاشتراكيين والشيوعيين في إطار واحد وتحت ميثاق واحد يعود إلى النظر للاشتراكية في الخارج ماركسية لينين واستالين وغيرهما واقتناعهم بأن ماركسية ماركس مثل القرآن المنزل، دون السعي لتكوين ميثاق واشتراكية مصرية خاصة بمصر وظروفها وبأفكار وطبيعة الشارع المصري وإمكانيات الدولة وهو ما تسعى الحملة لإنشاء تحت ميثاق جديد هو ميثاق اشتراكي مصري».