الحجة التي يبرر بها مؤسس التيار الشعبى رغبته للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة هي ضرورة وصول الثورة إلى السلطة.. وبغض النطر عن أن حمدين صباحى يسكت هنا عن طموحه الشخصى الذي يلحظة كثيرون، فإنه هنا يحتكر الحديث عن الثورة وتمثيلها وحده.. ولعل هذا هو نفسه ما فعله أيضًا في الانتخابات الرئاسية السابقة في صيف عام 2012، وإن كان نازعه في تمثيل الثورة ثلاثة آخرون هم عبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق في جماعة الإخوان، واليسارى خالد على، ود. محمد مرسي الذي أوصلته إمكانيات وقدرات جماعته إلى قصر الاتحادية بعد الفوز في الانتخابات. سعى البعض لاحتكار تمثيل الثورة في مصر أو الحديث عنها أمر مثير للاستغراب والدهشة لأن الجميع بمن فيهم هؤلاء بعد 25 يناير اتفقوا على أن الثورة التي شهدتها البلاد لم تكن ذات قيادة محددة واضحة، بل كانت عملًا جماهيريًا واسعًا، الفضل فيه يرجع إلى الجماهير التي شاركت فيها، سواء في 25 يناير أو في 30 يونيو.. وهكذا إذا كانت الثورة المصرية بلا قيادة فلا محل هنا من اختزالها في اسم شخص أو أسماء بعض الأشخاص، ورهن وصولهم وحدهم دون غيرهم بوصول الثورة إلى السلطة. إن وصول هؤلاء إلى السلطة هو وصول شخصي لهم فقط، حتى ولو كان هؤلاء الأكثر ثورية أو ثوارا من الدرجة الأولى الممتازة.. أما وصول الثورة إلى السلطة فإنها سوف تحدث عندما تتبنى السلطة فعلًا وليس قولًا أهداف هذه الثورة وتنتهج سياسات واضحة تنفذ هذه الأهداف من خلال برامج زمنية. ليتذكر الجميع أن الطريقة التي كانت تحكم بها مصر قبل 25 يناير لم يعد ممكنًا استمرارها الآن ومستقبلا.. المصريون لن يقبلوا غير دولة ديمقراطية عصرية تسودها المساواة والعدالة الاجتماعية.. وهذا يؤكد أن الثورة سوف تصل إلى السلطة حتما دون أن يقترن أو يرتبها هذا الوصول بأشخاص محددين. لذلك نتمنى أن يتواضع ثوريًا الجميع، وإذا كانوا لا يكفون عن الحديث حول الشعب العظيم والمعلم وضرورة إنقاذ إرادته فعليهم أن يكفوا عن احتكار تمثيل الثورة في ذواتهم واحتكار الحديث عنها ويتذكروا أنها ثورة جماهير بلا قيادة.