يعتمد غدا مشروع البيان الختامى للقمة الإسلامية، والذى سيعرض من قبل وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى، وقد أكدت مصادر مطلعة أنه سيتضمن بحث كيفية التصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا التى باتت تهدد ثقافة التعايش السلمى والتسامح بين المجتمعات والأديان من قبل المتشددين والمتعصبين، فى ظل الخطاب المتزايد الداعى لكراهية الآخر. كما يؤكد مشروع البيان الختامى على أنه من الضرورى تعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب؛ لمواجهة محاولات تغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، معربا عن بالغ قلق منظمة التعاون الإسلامى إزاء تنامى الهجمات على الإسلام والمسلمين والتهجم على شخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم وحرق القرآن الكريم والتنميط السلبى ضد المسلمين. فى السياق ذاته يؤكد قادة دول منظمة التعاون الإسلامى على دعمهم لدعوة ملك المغرب محمد السادس لوضع ميثاق دولى يحدد المعايير والقواعد المناسبة لممارسة الحق فى حرية التعبير والرأى، والالتزام باحترام الرموز والمقدسات الدينية، وكذلك القيم والمعتقدات الروحية. كما يؤكد قادة العالم الإسلامى على ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التنفيذ الفعال لاستراتيجية محاربة الإسلاموفوبيا التى أقرتها الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى، وأهمية التعجيل بعملية تنفيذ قرارها بشأن وضع آلية دولية ملزمة قانونا لمنع التعصب والتمييز والتحيز والكراهية على أساس الدين وتشويه الأديان. ويدعو مشروع البيان الختامى كافة الدول الأعضاء فى المنظمة -وفقا لالتزاماتها وطبقا لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنسانى- أن تضمن الاحترام والحماية التامة للأماكن والمواقع والأضرحة والرموز الدينية، وأن تتخذ كافة التدابير إضافية. كما يدعو القادة فى مشروع بيانهم إلى إنشاء مرصد دولى لرصد دعوات الكراهية العرقية أو الدينية التى تشكل تحريضا على التمييز والعداء أو العنف فى مختلف أنحاء العالم حتى يكون بمثابة آلية للإنذار المبكر لمساعدة الدول فى الوفاء بالتزاماتها طبقا للقانون الدولى لحقوق الإنسان. كما يشيد مشروع البيان الختامى بالأمين العام لمنظمة التعاون أكمل الدين إحسان أوغلو لمشاركته فى حوار الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى، بما فى ذلك منظمة الأمن والتعاون فى أوربا والمجلس الأوربى والزعماء السياسيين؛ لرفع الوعى العالمى بأخطار الإسلاموفوبيا. ويؤكد مشروع البيان الختامى على الدور الهام للتعليم والإعلام، فى نشر التسامح وتعزيز الجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان فى البرامج التعليمية، خاصة البرنامج العالمى للتربية على حقوق الإنسان، داعيا المنظمات الغير الحكومية والزعماء الدينيين والإعلام على دعم مثل هذه الجهود.