علمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مشروع البيان الختامى للقمة الإسلامية الذى من المقرر أن يعرض غدا لاعتماده من قبل وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى يتضمن بحث كيفية التصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا التى باتت تهدد ثقافة التعايش السلمى والتسامح بين المجتمعات والأديان من قبل متشددين متعصبين فى ظل الخطاب المتزايد الداعى لكراهية الأخر. كما يؤكد مشروع البيان الختامى على أنه من الضرورى تعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب لمواجهة محاولات تغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين،معربا عن بالغ قلق منظمة التعاون الإسلامى إزاء تنامى الهجمات على الإسلام والمسلمين والتهجم على شخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم وحرق القرآن الكريم والتنميط السلبى ضد المسلمين.
كما يشدد المشروع على أن الإسلام دين الوسطية والانفتاح وينبذ جميع أشكال التعصب والتطرف والانغلاق مشيرا إلى ضرورة التصدى لإشاعة أو نشر الفكر المنحرف وبكل الوسائل المتاحة،داعيا فى الوقت نفسه إلى وضع مناهج تعليمية على نحو يرسخ الصورة الحقيقية للإسلام فى التفاهم المتبادل والتسامح والتعددية ولمد جسور التواصل بين أبناء الأمة الإسلامية بما يضمن تعزيز وحدتها وتضامنها.
فيما يشيد مشروع البيان الختامى بجهود الملك عبد الله الثانى بن الحسين فى عقد مؤتمر دولى فى عمان فى عام 2005 لبحث مظاهر الإساءة إلى الإسلام بمشاركة علماء المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية والذى تمخض عنه رسالة عمان التى بينت الصورة المشرقة للإسلام وأبرزت مبادئه المتسامحة.
ويندد المشروع بكل الدعوات المحرضة على الكراهية الدينية والتى تشكل تحريضا على العداء أو العنف سواء من خلال وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية أو أية وسيلة أخرى داعيا إلى تشجيع المزيد من التقدم فى تنفيذ الخطوات المتفق عليها بالإجماع فى القرارات ذات الصلة الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان نحو تحقيق الهدف العالمى المشترك فى مكافحة التعصب الدينى.
فى السياق ذاته،يؤكد قادة دول منظمة التعاون الإسلامى على دعمهم لدعوة ملك المغرب محمد السادس لوضع ميثاق دولى يحدد المعايير والقواعد المناسبة لممارسة الحق فى حرية التعبير والرأى والالتزام باحترام الرموز والمقدسات الدينية وكذلك القيم والمعتقدات الروحية.
فى السياق ذاته،يؤكد قادة دول منظمة التعاون الإسلامى على دعمهم لدعوة ملك المغرب محمد السادس لوضع ميثاق دولى يحدد المعايير والقواعد المناسبة لممارسة الحق فى حرية التعبير والرأى والالتزام باحترام الرموز والمقدسات.
كما يؤكد قادة العالم الإسلامى على ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التنفيذ الفعال لاستراتيجية محاربة الإسلاموفوبيا التى أقرتها الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى وأهمية التعجيل بعملية تنفيذ قرارها بشأن وضع آلية دولية ملزمة قانونا لمنع التعصب والتمييز والتحيز والكراهية على أساس الدين وتشويه الأديان.
ويدعو مشروع البيان الختامى كافة الدول الأعضاء فى المنظمة -وفقا لالتزاماتها وطبقا لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنسانى- أن تضمن الاحترام والحماية التامة للأماكن والمواقع والأضرحة والرموز الدينية وأن تتخذ كافة التدابير إضافية فى الحالات التى تتعرض فيها هذه الأماكن المقدسة للتخريب أو التدنيس أو التدمير.
ويعرب قادة الدول الإسلامية الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى فى مشروع بيانهم عن ارتياحهم للعمل الذى يؤديه مرصد الإسلاموفوبيا فى الأمانة العامة فى رصد حوادث الإسلاموفوبيا والتقارير الدورية ،مطالبين من الأمين العام للمنظمة اقتراح آلية لمواجهة الحوادث التى يتم رصدها بالتعاون التام مع أجهزة مماثلة فى منظمات شريكة.
كما يدعو القادة فى مشروع بيانهم إلى إنشاء مرصد دولى لرصد دعوات الكراهية العرقية أو الدينية التى تشكل تحريضا على التمييز والعداء أو العنف فى مختلف أنحاء العالم حتى يكون بمثابة آلية للإنذار المبكر لمساعدة الدول فى الوفاء بالتزاماتها طبقا للقانون الدولى لحقوق الإنسان.
فى السياق ذاته،يدعو البيان الختامى للقمة الإسلامية منظمة التعاون الإسلامى إلى تولى زمام هذه المبادرة (مرصد دولى لدعوات الكراهية العرقية) والدول الأعضاء إلى المساهمة فى تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات والحضارات ،مرحبا بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة فى فيينا الذى يهدف إلى تعزيز ودعم الجهود الرامية لهذا الأمر.
كما يشيد مشروع البيان الختامى بالأمين العام لمنظمة التعاون أكمل الدين إحسان أوغلو لمشاركته فى حوار الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى بما فى ذلك منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا والمجلس الأوروبى والزعماء السياسيين لرفع الوعى العالمى بأخطار الإسلاموفوبيا .
ويتضمن مشروع البيان الختامى التى حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه - تأسيس رابطة العلماء والخطباء والأئمة فى دول الساحل فى أدرار بالجزائر معبرا عن دعم أعضاء منظمة التعاون الإسلامى لهذه الرابطة فى جهودها لمكافحة التعصب الدينى الذى يهدد استقرار وأمن المنطقة.
ويؤكد مشروع البيان الختامى على الدور الهام للتعليم والإعلام، فى نشر التسامح وتعزيز الجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان فى البرامج التعليمية خاصة البرنامج العالمى للتربية على حقوق الإنسان داعيا المنظمات الغير الحكومية والزعماء الدينيين والإعلام على دعم مثل هذه الجهود.