أصدر وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ورؤساء الوفود المشاركون في الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية دول المنظمة المنعقد في نيويورك امس الجمعة 28 سبتمبر 2012اعلانا حول الفيلم المسىء للرسول الكريم. واكدوا فيه القلق البالغ، واستمرار حالات التعصب والتمييز والوصم ضد المسلمين وتحقير دينهم والإساءة إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم، وإلى كتابهم المقدس ورموزهم في أنحاء كثيرة من العالم، وهي أعمال تتعارض مع القواعد الدولية لحقوق الإنسان ومبدأ حرية الأديان. واستنكر الإعلان الأعمال الشنيعة الأخيرة المتمثلة في إصدار فيلم مسيء ("براءة المسلمين") ونشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا المواد الأخرى التي تنم عن الكراهية بذريعة حرية التعبير. ورحب الإعلان بالبيانات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وعن سائر زعماء العالم التي تستنكر هذه الأعمال بوصفها تعصباً وتطرفاً وإهانة للكرامة الإنسانية وأن الهدف منها هو بث الفرقة بين الشعوب والمجتمعات. واقر بأهمية حرية التعبير، لكنه اكد في الوقت ذاته ضرورة أن نضمن أن يمارس الجميع هذه الحرية بمسؤولية ووفقاً للقوانين والصكوك الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان. وادان الإعلان أي دعوة للكراهية الدينية التي تعد تحريضاً على التمييز أو العدوان أو العنف، سواء اشتملت على استخدام المطبوعات أو وسائل الإعلام السمعية البصرية أو الإلكترونية أو أي وسيلة أخرى. وإستذكر جميع القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة التعاون الإسلامي بشأن مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والإساءة إلى الإسلام والإساءة إلى الأديان والقرار البارز رقم 16/18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان بشأن مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسة العنف ضد الناس على أساس دينهم أو معتقدهم، نحث جميع الحكومات، وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، على اتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك سن التشريعات اللازمة للتصدي لهذه الأعمال التي تؤدي إلى التحريض على الكراهية والتمييز والعنف ضد الناس على أساس دينهم. واكد مجدداً أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الديانات والثقافات والحضارات من أجل السلم والوئام في العالم، ورحب بجميع المبادرات والجهود الدولية والإقليمية في هذا الصدد. كما رحب بالجهود التي تبذلها وسائل الإعلام لتعزيز حوار الأديان والثقافات ونشجعها على نشر الصورة الحقيقية للأديان والمعتقدات في أوساط العامة من الناس، مع التركيز على مبادئها الأساسية المتمثلة في السلم والتسامح وعلى الخطاب المعتدل والمتسامح. ودعا البيان إلى وعي عالمي بالآثار الخطيرة للتحريض على الكراهية الدينية والتمييز والعنف على السلم والأمن الدوليين، ونحث الدول الأعضاء كافة على بذل المزيد من الجهود في سبيل وضع نظام تعليمي يشمل القيم الأساسية لحقوق الإنسان من قبيل التسامح والتنوع الديني والثقافي الذي يعد عنصراً أساسياً لتعزيز مجتمعات متعددة الثقافات يعمها التسامح والسلم والوئام. وطالب من الأمين العام مواصلة رصد هذه المسألة واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع مثل هذه الأعمال غير المبررة والمتعمدة المتمثلة في التحريض على الكراهية والتمييز والعنف ضد الأشخاص على أساس دينهم.