على الرغم من انتشار الحروب والثورات وأعمال العنف في مختلف دول العالم في الوقت الحالي، إلا أن الإنسانية مازالت تعيش في قلوب البعض وتتجسد من خلالهم عن طريق أفعالهم. انتشرت صورة نادرة على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك" مؤخرًا، لجندي من ألمانياالشرقية يخالف النظام ويساعد طفلا من ألمانياالغربية بالعبور خلال السور الشائك الذي يفصلهم عن بعضهم. وبعد اتخاذ تلك الصورة مباشرًة، ورؤية السلطات الألمانية لها، تم معاقبة هذا الجندي، ولكن لم يُعرف مصيره حتى يومنا هذا وكيف تمت معاقبته على إنسانيته. يذكر أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوربا، تم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، وكانت الخطة في البداية أن تُحكم ألمانيا من قبل قوى الاحتلال من عام 1947، إلا أن التوتر الذي نتج عن "الحرب الباردة" جعل المناطق الخاضعة للسيطرة الفرنسية والبريطانية والأمريكية أن تتحد لتكون الجمهورية الألمانية الفيدرالية والتي احتوت أيضا على غرب برلين، وذلك في عام 1949. وبالمقابل، فقد تحولت في نفس العام منطقة الاتحاد السوفيتي إلى "جمهورية ألمانيا الديمقراطية" بما في ذلك شرق برلين. وأخذت كل من الألمانيتين تزعم بأحقيتها في أن تكون الخليفة الشرعي لدولة ألمانيا السابقة في 1945، لكن ألمانياالشرقية غيرت موقفها فيما بعد وأصبحت تقول بأن تلك الدولة لم يعد لها وجود بعد عام 1945، وأن كلا من ألمانياالغربيةوألمانياالشرقية هما دولتان حديثتا التأسيس. ومن هنا اندلعت الصراعات بين الألمانيتين، ولكن بعد ذلك توحدا في 3 أكتوبر 1990.