"إن سيناء تحمل بصمات مصر "حضارة وثقافة وطابعاً وسكاناً"، بالقوة نفسها التى يحملها بها أى إقليم مصرى آخر، فهى مصر الصغرى، أما ما يثار عن أن سيناء آسيوية؛ فذلك ببساطة لأن مصر نفسها كانت دائماً فى آسيا بالتاريخ كما هى فى إفريقيا بالجغرافيا". هكذا وصف عالم الجغرافيا د.جمال حمدان، قيمة شبه جزيرة سيناء؛ ورد على الآراء التى تنتزع الهوية المصرية عن سيناء؛ منادياً بأن الرد العملى لتلك الأطماع بالتعمير. ويقول حمدان إن حماية سيناء لن تأتى إلا بتعميرها بالبشر والشجر، خاصة أن سيناء تكاد تختزل جيولوجية مصر كلها تقريباً، فهى أطول ساحل فى البلاد وأقلها عزلة وأغزر مطراً من الصحراء الشرقية أو الغربية. وبذلك كان د.جمال حمدان أول من نادى بتعمير سيناء حماية لها من محاولات المستعمر؛ الذى نزع الهوية عنها؛ فوصفها بقوله «سيناء ليست مجرد صندوق من الرمال، كما قد يتوهم البعض، إنما هى صندوق من الذهب، مجازاً ، كما هى حقيقية». هكذا كان جمال حمدان يرى شخصية سيناء من زاويتى الجغرافيا والتاريخ، وهذه هى آخر كلمات العالم الكبير التى جمعها فى كتاب واحد قبيل وفاته عن «بوابة مصر الشرقية» فى محاولة للدعوة إلى تعمير سيناء لحمايتها. ويصف حمدان فى كتابه.. كيف كانت مصر على مر التاريخ موقعاً للمعارك مع الغزاة،؛ كان ماء النيل يروى الوادى، كان الدم يروى رمال سيناء، ودوماً كانت سيناء على مر التاريخ مركز الثقل الاستراتيجى، حيث كانت طريقاً للحرب والتجارة. وقد ساهم تطور الحروب فى تحويل سيناء إلى أرض معركة بعد أن كان طريق معركة، وذلك حين كانت نقطة ارتكاز للوثوب إلى ساحل البحر الأحمر بالسلاح البحرى أو بالطيران وكانت شرم الشيخ هى مفتاح هذا المثلث. ويرجع د.جمال حمدان ضعف عدد سكان سيناء إلى أنها أصبحت مطمعاً للمستعمرين فقال :«كان هناك عدو يشكك بطريقة ما فى مصرية سيناء ويطمع فيها بصورة ما بالضم أو بالسلخ أو بالعزل؛ ولكن أعود وأكرر "التعمير.. التعمير" هو الرد العملى على أطماع نزع الهوية عن سيناء وأيضاً لحمايتها.