اهتمت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم الجمعة بالتحضيرات الجارية لمؤتمر "جنيف- 2" المقرر لها في الثانى والعشرين من يناير الجارى بسويسرا، حيث اعتبرت أن المعارضة السورية ممزقة حول مشاركتها في المؤتمر الدولى للسلام. وذكرت اليومية الباريسية أن الائتلاف الوطنى السورى المعارض لم يعد أمامه خيارات بعد تأجيل متكرر للحظة الحقيقية، ولكنه اليوم لابد وأن يتخذ قراره خلال الاجتماع المقرر في إسطنبول، حيث يجب على أعضاء حزب المعارضة الرئيسية لنظام الأسد أن يقررون ما إذا كانوا سيشاركون أم لا في مؤتمر السلام الذي سيحضره أيضا ممثلون عن النظام السوري. وأضافت أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة الاستعدادات للمؤتمر، ووجهت خطابات الدعوة من قبل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، كما تم حجز جميع فنادق "مونترو" (حيث ينعقد المؤتمر) تقريبا بالكامل، وإعطاء الانطباع بأن عقد جنيف 2 بات وشيكا. وأوضحت "لوموند" أنه في قلب الائتلاف الوطنى السورى، هذا الموضوع لا يزال يثير آلاما عميقة، حيث أن أحد التيارات الرئيسية، وهو المجلس الوطني السوري، قد هدد بالانسحاب إذا تم تمرير المشاركة..كما قدمت مجموعة أخرى من 44 عضوا، برئاسة مصطفى الصباغ، وهو رجل أعمال قريب من قطر، استقالتها بعد إعادة انتخاب أحمد الجربا على رأس الائتلاف، في قرار يشير إلى خطر الانفجار الداخلي في الائتلاف. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على أرض الواقع، فإن التشكيلات العسكرية الرئيسية المناهضة للأسد، مثل الجبهة الإسلامية، اتخذت موقفها ضد أي مفاوضات، واصفة هؤلاء الذين سيقررون المشاركة في المؤتمر ب"الخونة". ولفتت إلى أنه بالنسبة للمعارضة في الداخل السورى فقد اتخذت قرارها من "جنيف-2"، حيث أعلنت اللجنة الوطنية للتنسيق بين قوى التغيير الديمقراطى، التي طالما أيدت الحل السياسي للأزمة السورية، مقاطعتها للمؤتمر الدولى للسلام، كما وصف عضوها البارز هيثم مناع مشاركة المعارضة في "جنيف-2" بأنه "انتحار سياسي".