لتسريحة الشعر دور مهم في كل الثقافات، رغم اختلاف التقاليد الخاصة بفن تسريح الشعر من بلد إلى آخر، إلا أن خبراء تصفيف الشعر يؤكدون على أن أحدث صيحات تسريحات الشعر تتميز بجمعها لعدة عناصر من ثقافات مختلفة. وتتنوع تسريحات الشعر التي يظهر بها سكان الأرض، البالغين أكثر من 7 مليارت شخص رءوسهم مكسوة بالشعر، هو تماما ما يمكن لباحث من الفضاء الخارجي رصده عن كوكب الأرض بين الشعر المضفر والقصير والمموج والملون والمغطى. والشيء المؤكد أن شعر الرأس لا يحمي الإنسان من الحرارة والبرودة فحسب، بل هو وتبعا لكل ثقافة يرمز للجمال والوضع الاجتماعي والانتماء العقائدي أو للديانة. يدير مصفف الشعر الياباني تاكا كو بو صالون "موديس هير" في مدينة ديسلدورف. وبالرغم من أن "موديس هير" سلسلة فرنسية الأصل إلا أن هذا الصالون يقع في واحد من أحياء مدينة دسلدورف حيث يقيم العديد من اليابانيين هناك، ما دفع تاكا للتمسك بتقاليد تسريحات الشعر اليابانية، إذ يقوم تاكا في البداية بالعناية بشعر الزبون ومن ثم تسريحه، إضافة إلى تدليك رأس الزبون وذراعيه. فالشعر في اليابان يحمل الكثير من المعاني ويعتبر شيئا حيا، ففي الماضي مثلا كان الشعر وسيلة لتحقيق الأمنيات، ذلك بقص خصلة منه ووضعها في الكنيسة حسبما يوضح تاكا. اكتشف تاكا ولعه بفن تصفيف الشعر صدفة، فتاكا ولد في البرازيل وعندما بلغ ال15 من عمره انتقل إلى اليابان لاحتراف كرة القدم. إلا أن إصابته حالت دون تحقيق حلمه في أن يصبح لاعبا محترفا، ليحصل على عمل في إحدى صالونات الحلاقة، ولتقوده مهنته مرة أخرى إلى عالم كرة القدم للمحترفين. فتاكا هو مصفف الشعر الخاص بفريق مانشستر يونياتيد. ولكن لماذا تبدأ الجاذبية من الشعر؟ يستكشف مؤرخ الفن كريستيان يان إيكه عروض تسريحات الشعر من منظور الدراسات الثقافية. فشعر الرأس لم يعد يلعب دور الفراء، فالشعر شيء ثمين وسقوطه يجعل الإنسان يبذل جهدا أكبر للحفاظ على ما تبقى منه، حسبما يرى يان إيكه. وفي معظم الثقافات يعتبر الشعر الطويل رمزا معينا، حسبما يرى يان إيكه. فمنذ أكثر من 20 عاما يقوم الصالون الإفريقي "زيبلرا تروبيكا" في مدينة كولونيا بتطويل الشعر وفقا لتقليد في غرب أفريقيا يعتمد على تقنية تجديل الشعر ما يساعد على معالجة الشعر المجعد والجاف، حسبما تؤكد مصففة الشعر بابايانكا أدوها. وتعتمد بابايانكا تقنية تجديل الشعر أيضا لتطويل الشعر الضعيف كشعر بعض الشقراوات اللواتي يترددن إليها فببا يانكا تؤكد أن قسما كبيرا من زبائنها هم ألمان. وفي البداية عملت بابايانكا كمراسلة اللغة الأجنبية في السفارة الغانية بألمانيا، إلا أن نجاحها في تصفيف شعر الكثير من زميلاتها دفعها لافتتاح صالون إفريقي لتصفيف الشعر في كولونيا. وتتميز كل ثقاقة بأنماط مختلفة من تسريحات الشعر. فلمدة طويلة ارتبطت بعض تسريحات الشعر بثقافة معينة، إلا أن ذلك تغير كثيرا على حد قول يان إيكه": "حاليا نرى الكثير من تسريحات الشعر التي تجمع بين عناصر مختلفة من قصات الشعر التقليدية معا". تحظى زيارة صالون الحلاقة أهمية كبيرة لدى الرجال أيضا، لقص شعرهم وحلاقة لحيتهم. كما يؤكد عدنان أوتوكان الذي يدير صالون "مانس ورلد" في كولونيا. وبالرغم من أن مصففي الشعر الألمان يعتمدون الآلة الكهربائية في الحلاقة، إلا أن عدنان مازال يستخدم الشفرة في الحلاقة مبررا ذلك بقوله "ورثت هذه المهنة عن والدي الذي علمني إياها". نجح بعض مصففي الشعر مثل تاكا وبابا وعدنان في نقل فن تصفيف الشعر الخاص بثقافتهم إلى ألمانيا. إلا أنه لا يمكنهم الاحتفاظ بهذه الأعمال الفنية بشكل دائم، فشعر الرأس ينمو يوميا 0.5 ميلمتر ما يجعل تسريحات الشعر تتغير باستمرار لتعود إلى طبيعتها ثانية حسبما يوضح ياناينكه. ويرى أن فنون تصفيف الشعر أمر ثانوي وأن اختيار المرء لمصفف شعر بعينه لا يرجع لتسريحاته المميزة بل لأنه أفضل من يفهم الطبيعة الخاصة لرءوسهم. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل