وصف المخرج محمد كامل القليوبى علاقته بالكاتب الراحل محمد البساطى بصداقة "العمر الجميل"، فالبساطى كان طفلًا كبيرًا لن يستطيع أحد على إجباره على فعل شىء لم يرغبه، عاشق لقراءة الروايات العالمية المترجمة، وكانت معظم أعماله الأدبية مرتبطة بالواقع، ومزج بين تجاربه ومشاهداته الشخصية أثناء عمله فى الجهاز المركزى للمحاسبات. وقال إن من بين كتاباته رواية "الخالدية" هى أحد مشاهدته فى السجن، مشيرًا إلى أن أصعب الروايات التى كتبها البساطى "دقت الطبول" والتى استغرقت 7 سنوات من عمره، ففكرة الرواية مأخوذة من حياة نماذج البشر المهمشين التى شاهدهم فى إحدى الإمارات الخليجية أثناء سفره مع زوجته، فكان يرى منطقة الخليج وسط قاتل للإبداع. جاء ذلك خلال ندوة "رموز مصرية" والتى نظمها مخيم المقهى الثقافى بمعرض القاهرة للكتاب، ظهر اليوم، والتى كان يحتفى بالقاص الراحل محمد البساطى. وقال الكاتب "خالد عاشور"، إن رواية "الخالدية" للبساطى تتحدث عن الصعيد، فكان يميل للكتابة عن المهمشين فى مصر، وكان يهتم بأدق التفاصيل سواء فى حركة الحيوانات أو حياة الناس، كما فى روايته "صخرة البحيرة" والتى تحكى عن قريته المنزلة، وكان البساطى متعاطفًا مع أبطال قصصه، ولا يميل إلى الجمل المعقدة واللغة صعبة الفهم. أوضح أن البساطى كان يكره الروايات الطويلة ويمل منها لذا جاءت كتاباته إما مجموعات قصصية وإما روايات قصيرة، ولكن أحب أدب السير الذاتية وكان يرى أن العالم العربى لا يعرفها ولا يفهمها، فكتب روايته"يأتى القطار" والتى كانت سيرة ذاتية من ذاكرة طفولته. وأشار إلى طقوس محمد البساطى أثناء الكتابة فكان ينعزل تمامًا عن الكلام وكل ما حوله، ولا يرى أصدقاءه وكان يرفض استضافه أحد فى بيته، وفى الفترة الأخيرة قبل وفاته كان يقرأ بشراهة ويكتب بغزارة لم أرها فيه من قبل، فقد رحل وترك عملين لم يكملهما وهما رواية"رجال ونساء"، ومجموعة قصصية "فراشات صغيرة". وقال الشاعر "شعبان يوسف"، إن الراحل البساطى عاش يكتب من ذاكرة الطفولة فكان مهتمًا بمنطقة الدلتا ولم يذكر الحضر إلا فى بعض القصص القصيرة، وكانت الطرافة عند البساطى تصل إلى حد العنف الشديد، فقد جعل القصة مجالًا للهجوم على الأشخاص كقصة "حسونة الجميل" التى نشرها فى أخبار الأدب وكان يتحدث فيها عن شخصية ثقافية مشهورة. وأكد أن مسيرة البساطى الأدبية من أهم مسيرات كتاب القصة القصيرة فى جيل الستينيات من أمثال الكاتب إبراهيم أصلان، يحيى طاهر عبدالله.