مرت ومازالت تمر البلاد بأحداث مؤلمة، ولو أردنا وصفها من حيث الأهمية فإنها الكارثة التى تساهم فى انهيار مجتمع كامل الأركان، عدم الرؤية المستقبلية والتخطيط الرشيد لمواجهة المخاطر والأزمات لدى متخذ القرار .. كان السبب الرئيسى فى هذا التدهور. انتهى الجزء الأول من الحكم فى قضية الانحراف السلوكى، والذى كان أبطالها أبناء الوطن الواحد بتجسيدهم كارثة أبكت الجميع وأدمعت من لا قلب له ومازالت تبكيهم، لا أستطيع أن أقول إنها مباراة لكرة القدم بين ناديين " المصرى والأهلى " استغلت لإلهاء الرأى العام، لتحقيق المكاسب السياسية المؤقتة، ولكن من وجهة نظرى أن ما حدث وما سيحدث من تطورات، هو الانحراف السلوكى واستباحة مضادة لكل العادات والقيم للمجتمع المصرى والخروج عن الشرعية القانونية . مضى على ثورة يناير عامان وكان لسلبيتها الأثر الأقوى على سلوك الفرد فى المجتمع، ومن أهم السلبيات الرئيسية: الانفلات الأمنى الذى ساهم بشكل كبير لتفريغ الطاقات السلبية للفرد بأى أسلوب " مقبول أو مرفوض "، وكان الناتج الملموس لنا هو الانحراف السلوكى الذى يتعلمة الفرد .. كما يتعلم الآخر السلوك الصحيح الذى يرتقيه المجتمع. اتساع دائرة الانحراف السلوكى فى مجتمعنا كانت مثل المغناطيس الذى يجذب إليه نشارة الحديد .. فيما تبقى نشارة الخشب وذرات التراب فى مكانها، ولا شك أن بعض الانحرافات تحدث نتيجة عدم إشباع الحاجات الأساسية، وأنها لا تحتاج إلى معلم أو مدرب، وإنما تبعث عليه الغريزة، فالقاتل المنتقم تدفعة غريزة الانتقام. وعلى كل حال مناقشة تفشى الانحراف السلوكى أمر مهم جداً، لنقف عند بعض الأسباب الأساسية للانحراف فى مجتمعنا المصرى .. ومن أهم الأسباب: " انحراف التربية " حيث اهتمام رب الأسرة بالمادة والتركيز على التعليم أكثر من التربية التى تعد الحصانة والمناعة من أى انحراف، " غياب الوازع الدينى " التقصير وعدم معرفة القيم الدينية أدى إلى الكثير من الانحرافات، " غياب الرقابة الاجتماعية " وتتمثل فى مخالفة الأعراف والتقاليد والتفاخر أمام الآخرين بالمغامرات والتصرفات السلبية، " وسائل الإعلام " حيث شكلت ثقافة خاصة تسعى بأن يجرد الإنسان من كل ثوابته لتنطمس ويكون تبعاً للآخرين حيث يتقمص شخصية ويتبنى أفكارها ويتقبل آراءها وحلولها ومقترحاتها دون قيد أو شرط .. وهذا واضح فى حياتنا الآن بشكل كبير وملموس. مطلوب نقطة نظام يا أهل مصر، علينا أن نتصدى نحن أفراد المجتمع لأى انحراف يهدد كيان المجتمع أو يخل اتزانه، الانحراف السلوكى ليس داء لا يمكن الشفاء منه مهما اختلفت الأسباب ونحن نستطيع المساهمة فى العلاج ولنبدأ بأنفسنا، علينا ألا نترك أصحاب المصالح يلعبون بالمجتمع لتحقيق أهدافهم الخبيثة ..بالتربية الصالحة وأسلوبها الحسن المحك الرئيسى فمهما تغيرت المتغيرات فى حياة الإنسان فإن التربية هى القاعدة الأساسية، على الفرد أن يعلم الوعى المستمر مهم جداً لأنه لا يمكن معالجة قضية أو الوقاية منها دون وعى كاف بكل أبعادها، الإحساس بالمسئولية الأهم والأهم لأن الفرد عندما يشعر أنه المسئول يتكسب للنتائج فلا يتحرك إلا وهو يعلم ما مدى تأثير حركاته وغايتها. لنبدأ يا أهل مصر بتصحيح سلوكياتنا .. ولا نترك أنفسنا للرياح وشر الفتنة والتقسيم .. أملاً فى الديمقراطية والغد المشرق.