كنت اروي لصديق مأساة لفتاة جامعية اعرفها لم تبلغ عامها العشرين ابنة لابوين يشغلان منصبا و ووضعا مرموقا في المجتمع انزلقت في هاوية الادمان وتعاطي المخدرات برفقة مجموعة من الاصدقاء ظنا منها انهم سيعوضونها عن اهمال ابويها لها وعدم تواجدهم الدائم في المنزل واهتمامهم الزائد بالعمل لرفع مستواهم المادى والاجتماعي فكانت النتيجة ان خسرت هذه الفتاة نفسها ومستقبلها و كادت تفقد حياتها ...فرد قائلا هذه الفتاة نموذج للانحراف السلوكي وتسائل ماذا نريد لابنائنا .... سخصية سوية سليمة ام شخصية غير سوية يغلب عليها الانحراف السلوكى؟ اننا بالطبع نريدلابنائنا سخصية سوية سليمة بل نريدهم افضل منا واكثر منا تفوقا نجاحا ....ولكن ما هو الانحراف السلوكى وماهى الاخطاء الى يقع فيها ابنائنا ووما سبب هذه الاخطاء والدافع اليها والسؤال الاهم كيف نجنب ابنائنا هذه الاخطاء و الوقوع فى دائرة الانحراف السلوكى؟ اجتمع علماء النفس على ان الانحراف السلوكى هو كل فعل او سلوك سيئ مكروه يصدر من الابناء يعود عليهم وعلى من حولهم بالضرر المباشر بداية من الاهمال و الفشل الدراسى والتدخين و الكذب والسرقة وممارسة العنف حتى نصل الى الادمان والشذوذ وممارسة الرزيلة تحت قناع ما يسمى بالزواج العرفى . وقد اثبتت الدراسات ان غياب الرقابة الاسرية على الابناء واعطائهم الحرية التامة دون توجيه او رقابة وعدم تفهم الاباء لاحتياجات الابناء والاهتمام فقط بالمأكل والملبس وكل وسائل الرفاهية ثم الفراغ الذى يجعل الابناء فريسة لاى فكرة تخطر على بالهم لملأ هذا الفراغ ويحقق به المتعة حتى لو كانت ستجره الى الويلات والمصائب.ثم يأتى دور اصدقاء السوء والصداقة الزائفة خاصة وان اصدقاء السوء يسلكون كل الطرق للسيطرة على من حولهم وجرهم الى ثورة الفساد والرزيلة كلها اسباب تؤدى الى الانحراف السلوكى والان ماذا يفعل الابوين قبل ان يروا ابنائهم يسيرون فى طريق الانحراف , طريق الالم والندم ؟ يجب الا نتوقع ان يأتى الابناء سائلين التوجيه والنصح والارشاد ,لذلك على الابوين وحدهم تقع مسئولية حماية الابناء وتحذيرهم من عواقب الانحراف والسقوط. ان دور الابوين يبدأ فى اخطر مرحلة يمر بها الشاب والفتاة وهى مرحلة المراهقة فالابن يشعر انه اصبح رجلا والفتاة تريد من يؤكد لها انها اصبحت انثى ناضجة... لذلك يجب الا يشعر الابناء انهم يعيشون فى عالم اخر غير العالم الذى نعيش فيه يجب ان نشعرهم ان الحياة واحدة يجب ان نتعلم اهمية وحسن الاستماع الى ابنائنا حتى بحبون الاستماع الينا ويأخذون بآرائنا وان نجيب على اسئلتهم بشرط ان تكون اجاباتنا خالية من الانتقاد او الاهانة او حتى اللوم والتقريع . يجب ان نتحدث اليهم عن الانحراف السلوكى كالتدخين والمخدرات لاننا سنجد لديهم كثير من المعلومات الخاطئة حول هذه الامور وان نجرى معهم حوار يستطيعون منه الوصول الى حقيقة هذه الاخطاء والانحرافات التى قد يقعون فيها .. المهم ان ننمى فيهم الثقة بأنفسهم وان نعاملهم كما يعامل الكبار , ان نشجعهم علي التفكير االسليم الناضج , ان نحفزهم على النجاح بالمدح والاطراء لانقارن بينهم وبين الاخرين ولا نوجه انتقاد الى شخصهم وان نمنحهم الاحساس بالمسئولية وان نشعرهم انهم مستقلين ... يجب ان نشجعهم على ممارسة النشاطات الرياضية وممارسة الهوايات... تعلم الدين وقراءة القرآن وحفظه ولكن نكون حذرين لان الضغط عليهم في التفوق فى هذه النشاطات او الفوز فى المباريات الرياضية ستصرفهم عنها ويكرهونها ... نحاول ان نصبح اصدقاء لهم وان نصبر علي اخطائهم .يجب ان نتوقف عن الاعتقاد بان اساليب التربية التى صلحت معنا تصلح لابنائنا وان ندرك تغير زمن الابناء عن زمننا وان الابناء يختلفون عنا فى نواحى كثيرة لاننا عشنا فى فترة تختلف عن الفترة التى يعيش فيها ابنائنا........يجب ان ندع ابنائنا يشعرون اننا نحبهم. وفى النهاية لا يجب ان نلوم ابنائنا عندما يخطئون ....ولانتخلى عنهم فى فشلهم ومحنتهم.... بل نقف بجوارهم نشجعهم ونساعدهم على ان يحولوا فشلهم الى نجاح. ا