أعلن الجيش الفرنسي أن قواته بدأت اليوم السبت انتشارها في شمال وغرب جمهورية أفريقيا الوسطى لتأمين الطرق الرئيسية والبلدات خارج العاصمة. وأضاف مصدر في قيادة الجيش أن مفرزة فرنسية وصلت الآن إلى قوة قوامها 1200 فرد. وقد أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان عن بدء العملية العسكرية الفرنسية في أفريقيا الوسطى مع تسيير دوريات للجيش الفرنسي في العاصمة بانغي. وقال لودريان يوم أمس الجمعة إن "العملية بدأت" وأن القوات الفرنسية المنتشرة في أفريقيا الوسطى "شكلت دوريات في بانغي"، مضيفا: "وصلت فرقة مساء أمس واليوم ستصل قوة مروحيات إلى المنطقة". وتضم فرقة من الجيش الفرنسي عموما نحو 150 رجلا. تقضي مهمة العسكريين الفرنسيين، الذين يدخلون لدعم القوة الأفريقية المنتشرة أصلا في أفريقيا الوسطى، بضمان "الحد الأدنى من الأمن بما يسمح بالبدء بتدخل إنساني وهو ما لا يحصل اليوم"، بحسب قول وزير الدفاع. وأشار الوزير إلى أنه يتعين أن "تكون القوات الأفريقية في وضع يؤهلها لإحلال الأمن على الأرض بانتظار العملية الانتقالية السياسية". وفي غضون ذلك أعلنت لجنة الصليب الأحمر الدولية أن عدد ضحايا الاشتباكات التي دارت على امتداد اليومين الأخيرين في عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي تجاوز 300 شخص. وقال الأب أنطوان مباو بوغو، رئيس بعثة لجنة الصليب الأحمر الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى إن موظفيها اضطروا لتوقيف الأعمال مع غروب الشمس مساء الجمعة، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يكون أكثر من 300 بكثير. يذكر أن التقارير السابقة تحدثت عن سقوط أكثر من 100 قتيل في الاشتباكات العنيفة بين ميليشيا "سيليكا" والمتمردين المناوئين لها من أنصار الرئيس السابق فرانسوا بوسيزي. وقد قرر مجلس الأمن الدولي إرسال القوات الأفريقية والفرنسية إلى البلاد للتدخل ووقف العنف، وأعلنت فرنسا عن بدء التدخل العسكري فورا لحماية المدنيين ووقف العنف. هذا وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية بدورها في بيان لها يوم أمس الجمعة، أن موسكو تدعو إلى استعادة النظام الدستوري في جمهورية أفريقيا الوسطى بأسرع ما يمكن وتؤيد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري في البلاد.