نشرت مجلة الجيل عام 1955 مقالا للكاتب الكبير على أمين، تحت عنوان "الزواج بالتقسيط" بخصوص ارتفاع المهر، ويدعو فيه الحكومات في الشرق الأوسط إلى تطبيق مبدأ الزواج بالتقسيط ووضع تسعيرة جبرية للعروسة. يقول في المقال: ليست مصر وحدها هي التي تشكو من ارتفاع المهر! إن دولة نيجيريا أيضا تشكو من نفس الشكوى! لقد ثار شبان نيجيريا من ارتفاع المهر وطالبوا الحكومة بأن تتدخل! فاجتمع مجلس الوزراء وقرر أن لا يزيد مهر العروسة عن ثلاثين جنيها! ولم يكتف مجلس الوزراء بوضع العرائس في التسعيرة الجبرية! لقد قرر المجلس أيضا العودة إلى نظام تقسيط المهر، الذي توقف أثناء الحرب ! ترى ماذا يحدث لو أن حكومات الشرق الأوسط قلدت حكومة نيجيريا وأدخلت العرائس في التسعيرة الجبرية؟ وهل نخلق سوقا سوداء في دنيا الزواج؟ وهل تختفى البضاعة من السوق كما اختفى البطيخ بعد إدخاله في التسعيرة الجبرية، ثم ظهر البطيخ الأبيض ثم البطيخ المسخسخ ثم البطيخ الأحمر؟ وهل سيزداد إقبال الناس على الزواج؟ وإذا نفذنا مبدأ الزواج بالتقسيط هل نضمن الزواج؟ هل نضمن أنهم سيسددون باقى الأقساط، أم أن العريس سيعيد العروس إلى المحل كما يعيد جهاز الراديو ويدعى أن الجهاز رديء أو أن هناك خرفشة في الصوت. ومع ذلك فإننا في عصر التقسيط! إننا نشترى بالتقسيط.. ونسافر بالتقسيط.. فلماذا لا نتزوج بالتقسيط؟!