تتعد أوجه إنفاق المصريين على المجاملات سواء فى الحزن أو فى الفرح. وتأخذ المجاملات صورا متعددة، منها هدايا عينية أو مبالغ مالية ولا تقتصر المجاملات على طبقة معينة أو فئة بذاتها ولكنها موجودة بين جميع أفراد المجتمع الفقير منه والغنى وذلك منذ آلاف السنين، وتظهر المجاملات بكثرة فى حالات الزفاف حيث تقدم النقوط والهدايا والمشاركة فى التجهيز والأثاث. وفى دراسة أعدها الدكتور محسن الخضيرى الخبير الاقتصادى، أكدت أن إجمالى ما ينفقه المصريون على المجاملات يصل إلى 35 مليار جنيه سنويا وتحتل المجاملات 15% من دخل الفرد، وذلك بعد أن أصبحت المجاملة تشكل نمطا من أنماط السلوك العام للمصريين. ويضيف الدكتور الخضيرى، أن هناك نظاما يحكم المجاملات لا يمكن لأحد الخروج عنه وإلا يتم نبذه وتهميشه كعقاب لعدم مراعاة أصول المجاملة وأصبحت البيوت حاليا تعد قائمة مع راتب كل شهر لبند المجاملة ورصد الأسماء وحجم المجاملة التى أتت إليهم من الآخرين وكيفية ردها فى مناسبات مماثلة. وحديثا شهد اقتصاد المجاملة تقدما كبيرا فى معالجة كثير من المشاكل الاقتصادية بالنسبة إلى الطبقة الوسطى والشعبية فأصبح كل من العريس أو العروس يعد قائمة بما ينقص كل منهما من متطلبات الزواج ليقدمها إليهم أصدقائهم أو أقاربهم حتى لا يحدث تكرار فى الهدايا ولسد عجز متطلبات الزواج لضيق ذات اليد.