المنحة القطرية والمحنة المصرية

هل تسعى قطر لفرض سيطرتها على مصر؟؟؟ هل تنوى تأجير قناة السويس أو إدارتها حقا ؟؟؟
ما هو مقابل الدعم القطرى لمصر؟؟؟ هل كل ما يحرك الأشقاء لنجدة الشقيقة الكبرى دافع إنسانى وأخلاقى؟؟؟ أم أن ما يحرك قطر لنجدة الاقتصاد المصرى فى هذا الوقت شكل من أشكال الاعتراف بالجميل والفضل لمصر وأهلها على دول الخليج والشعوب العربية؟
هل نحن أمام أدوار تاريخية وبطولية تبذلها الحكومة القطرية فى مسعاها لإنعاش الاقتصاد المصرى؟؟؟
الحقيقة وأيًا ما كان الهدف من وراء هذا الدعم.... إننا إذا بحثنا عن الدول التى سعت لمساعدة مصر ماديا ومعنويا فلا نجد دولة أخرى عربية كانت أو أجنبية قدمت مثل هذا الدعم لمصر، وإن كان لا يُسمن ولا يُغنى جوع فى ظل استمرار حالة الترهل التى يعانى منها الاقتصاد، وإن كانت هناك العديد من الوعود التى قطعتها دول عربية أخرى على نفسها لكنها لم تتجاوز الحبر الذى سُطرت به على صفحات الجرائد.. دعونا نتسائل أين السعودية والكويت مثلا ؟؟؟
دعونا نسأل أنفسنا مرة أخرى، قبل أن ننتظر الدعم من الآخرين وإن كانوا عربا، ماذا فعل المصريون مع وطنهم؟؟؟
فنحن مازلنا نعانى من جرائم مصريين نهبوا مصر وهّربوا ثرواتها للخارج ليستفيد بها أعدائها، كما أننا نسمع عن مصريين لا يريدون الاستثمار فى مصر، وهناك مصريون يجمّدون استثماراتهم فى مصر وهناك مصريون يريدون استمرار الضائقة المالية فى مصر إلى الأبد، وهناك مصريون يريدون إفلاس مصر ويسعون إلى ذلك بشتى السبل!!!!
هل يجوز لنا بعد ذلك أن نُكيل من ألفاظ العتاب والسخط على كل من وعدنا بالمساعدة على تجاوز الأزمة وأخلف؟ هل ننتظر العون والمساعدة من الآخرين؟.. الحقيقة التى لا يختلف عليها اثنان أن الأوطان لا تتقدم إلا بأبنائها ولا تعلوا إلا بسواعدهم، فإذا تحرك أبناء الوطن بكفاءاتهم العالية وخدموا وطنهم فلابد أن يتقدم هذا الوطن ويعلو شأنه، وإذا بخلوا عليه فالتأخر والانحدار مصيره ... إننا فى مفترق طرق... وإننى أؤمن بمقولة "يُعرف الرجال وقت الشدائد"، والوطن يحتاج جهود أبنائه المخلصين وثرواتهم لإنشاء المشاريع وسد الاحتياجات الضرورية وذلك من شأنه أن يؤدى إلى خير هذ البلد اقتصادياً وصناعياً، أما إذا اتجهوا لتصفية أعمالهم وجمدوا أموالهم بالبنوك أو هربوا بها للخارج، فنحن أمام "محنة مصرية" لايعلم آخرها إلا الله.