تسعى الكاميرات –دائما- إلى الوجوه المشهورة وفي يوم حاشد –مثل اليوم– تتأهب له جميع فئات الشعب، لكتابة دستور مصر، كلهم في طابور واحد لا فرق بينهم.. فنجد أن تلك الكاميرات ترصد أي وجه معروف إعلاميا، وخصوصا رجال الدولة والسياسة.. لتجد لجانهم الانتخابية ببعض المدارس شهرة قد تصل للعالمية، لتتصدر صورها الجرائد كبرى. من أهم تلك اللجان التي لمعت وعادت مرة أخرى إلى الأضواء، دائرة مصر الجديدة، اللجنة الخاصة بالرئيس السابق «محمد حسني مبارك» والتي أصبحت الآن لجنة الرئيس محمد مرسي.. فقد أدلى مرسي بصوته صباح اليوم وسط حشود من الكاميرات المحلية والعالمية، وأمامه سجادة حمراء رافعا يده لتحية المواطنين، ليعود بنا إلى نفس المشهد الذي كان يجسده مبارك على مدار 30 عاما.. إلا أن مرسي أدلى بصوته في مدرسة «مصر الجديدة» الثانوية بنين بدلا من نظيرتها الخاصة بالبنات التي كانت مقرا انتخابيا دائما لمبارك.. ويذكر أن مسئولي الحي قاموا أمس بإزالة جميع الرسومات المعارضة لمرسي والتي قام النشطاء برسمها لتوجيه رسالة مباشرة لمرسي توحي برفضهم التام للاستفتاء ولقرارته الأخيرة. أما عائلة مرسي، فما زالوا يتبعون محافظة الشرقية، فمدرسة اللغات بنات بالقومية بدائرة قسم ثان الزقازيق والتى لم يكن يسمع بها أحد تصدر اسمها عناوين بعض الصحف العالمية بعد إدلاء «الشيماء» ابنة الرئيس مرسي بصوتها هناك وكذلك مدرسة «السادات» بدائرة قسم ثان الزقازيقبالشرقية التي شهدت تواجدا أمنيا كثيفا لإدلاء «عمر» ابن الرئيس بصوته هناك.. أما زوجة الرئيس فما زالت –أيضا– تابعة للشرقية. أما عن المشهد الذي لم نكن نعتاده من قبل، والذي كان له نصيب كبير من الأضواء –أيضا- عندما فوجئنا برجال القوات المسلحة «سابقا» وسط صفوف المواطنين في انتظار دورهم للإدلاء بصوتهم –لأول مرة- في الاستفتاء. ففي لجنة مدرسة «فاطمة هلال» بالتجمع الخامس سوف يدلي بصوته الفريق «سامي عنان» رئيس أركان القوات المسلحة سابقا لأول مرة منذ التحاقه بالقوات المسلحة في ستينات القرن الماضي وبعد إحالته للتقاعد في أغسطس الماضي. ومن المقرر أن يدلي المشير «طنطاوي» بصوته في إحدى لجان مصر الجديدة حيث مقر إقامته، ولأول مرة أيضا. بينما يدلي كل من اللواء «إسماعيل عتمان» والفريق «رضا حافظ» وزير الدولة للإنتاج الحربي، في لجنة مدرسة فاطمة هلال بالتجمع الخامس، والتي اكتظت بوسائل الإعلام انتظارا لهما، بينما يدلي الفريق «مهاب مميش» رئيس هيئة قناة السويس وقائد القوات البحرية السابق، في إحدى لجان الإسكندرية، واللواء «مختار الملا» في إحدى لجان محافظة الغربية في سابقة هي الأولى من نوعها. والقيادات السياسية لهم نصيب أيضا من الشهرة والكاميرات تنتظرهم كنجوم السينما، فدائرة المقطم على سبيل المثال تنتظر وصول الدكتور «محمد البرادعي» مؤسس حزب الدستور و«أبو العلا ماضي» القيادي بحزب الوسط. أما مدرسة «طابا» الإعدادية بنات بمدينة نصر، فتحول محيطها إلى ساحة تظاهر بعد وصول المهندس «خيرت الشاطر» نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين؛ حيث قابله عدد من الناخبين بهتاف «يسقط يسقط حكم المرشد» و«باطل باطل»، الأمر الذي أدى إلى حدوث مشادات بين الحرس الخاص به وبعض المواطنين، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن لاحتواء الموقف حتى استقل سيارته وانصرف من أمام اللجنة. أما رجال الدولة فمنهم من سافر إلى مسقط رأسه مثل الدكتور «أحمد فهمي» رئيس مجلس الشورى الذي سافر إلى الزقازيق ليدلي بصوته الانتخابي بمدرسة «الناصرية الابتدائية» هناك أو كانت العاصمة هي مسقط رأسه فأدلى بصوته فيها كالدكتور «محمد كامل عمرو» وزير الخارجية؛ الذي أدلى بصوته في مدرسة «أحمد عرابي الابتدائية» في منطقة الهايكستب. أما رجال الدين فكان البابا «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، موجودًا منذ الصباح للإدلاء بصوته بلجنة مدرسة القبة الابتدائية المشتركة بمنطقة الوايلي بالقاهرة.