قديما قال أجدادنا الكثير من الأحاديث والأمثال والحكم المتعلقة بالسعادة، ودائما تراود أفكاري قصة "قميص السعادة" وهناك من تكون سعادته في جمع المال وهناك من سعادته في الحب أو في الصلاة والبعض سعادتهم من سعادة الآخرين، وكثيرا ما نبحث ونتساءل عن معنى السعادة، وكثيرا ما نبحث عن طريق للسعادة. وتقول غادة علي حسن، خبيرة التنمية الاجتماعية والمدربة المعتمدة في البرمجة اللغوية العصبية، تأمل معي ما حولنا، تأمل معي نفسك، تأمل معي حياتك، في حياتنا مواقف، أفعال، أحداث، أحيانا هي أحداث كبرى وأخرى عابرة، أحيانا يملؤنا الأمل والفرحة والسعادة وأحيانا نحاط بالأحباط والألم واليأس والغضب. وتضيف: هل فكرت يوما بعد الإحساس باليأس والملل وخيبة الأمل، متى يكون موعدك مع السعادة؟ إليك حقيقة لا تغفلها وفكر فيها جيدا وتحسس معانيها بداخل مشاعرك، السعادة بمنتهى الدقة والبساطة هي أنت!!!. لا تتعجب، فالسعادة قرارك، والسعادة من أفكارك، فنحن "كل منا على حدة" منظومة صغيرة وعالم صغير، وكون في حد ذواتنا، وأنت إمبراطور وقائد وملك وسلطان هذا العالم الصغير وبإشارة صغيرة منك تكون مليء بالورود والسعادة، وبإشارة منك تتخذ السعادة قرارا، اسعد بإنك على قيد الحياة، اسعد لأنك موجود وبيدك التغيير وبيدك تصنع الأمل وتملأ به ذاتك وبيدك تملأ هذه الإمبراطورية بشعور الخير. وتتابع: "ارضى بكل ما وصلت إليه من حال وتأكد إنك مسئول وصانع لما أنت عليه وهذه حقيقة جميلة في حد ذاتها، لأنني وإن كنت مسئولا عن تعاستي فهذا باب أمل كبير لأن أكون صانعا لسعادتي، وختاما أترككم وهذه القصة: "يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم، مشى الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل، وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه، وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعًا كبيرا من الناس، انتظر الشاب ساعتين لحين دوره، أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين، وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: "امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت"، أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتًا عينيه على الملعقة، ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: "هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ الحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟. ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة، فقال الحكيم: "ارجع وتعرف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه"، عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران، شاهد الحديقة والزهور الجميلة، وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: "ولكن أين قطرتي الزيت اللتين عهدت بهما إليك؟" نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا فقال له الحكيم: "تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت". فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء. وقطرتا الزيت هما الستر والصحة، فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.