سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تركز على قوة أمريكا الرادعة في ضرب سوريا.. الإسرائيليون يخافون مما يحدث في دمشق.. 86% من المواطنين يفضلون إبقاءها بعيدة عن الضربة العسكرية.. مسئول أمني: تل آبيب تشبه "مقهي في وسط مذبح"
بالرغم من موافقة إسرائيل وتأييدها لضربة عسكرية في سوريا، لكنها تخشي أن تطلق عليها القنابل من إيران، ذلك ما ذكره ديفيد ماكوفسكي زميل زيجلر المميز، ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن للشرق الأدني."ماكوفسكي" في تحليله السياسي لموقف إسرائيل وتخوفها من رد الفعل الإيراني، قال: "وسط القتل الدائر في سوريا ولبنان ومصر، ثلاث من الدول الأربع التي تحيط بإسرائيل، شبّه مؤخرًا مسئول أمني رفيع المستوى إسرائيل ب "مقهى كائن في وسط مذبح". وأضاف أن الولاياتالمتحدة قامت بحملة دعاية واسعة لهجماتها الصاروخية المُرتقبة ضد سوريا، ولا يزال نطاق هذه الهجمات غير معروف، لكن من المحتمل أن يحكم الإسرائيليون على هذه الضربة العسكرية فيما إذا كانت مؤلمة بما فيها الكفاية، أو إذا كان هذا العمل بمثابة تحذير من القيام بالمزيد من الهجمات التصعيدية، بحيث يتم ردع بشار الأسد بشكل مناسب. وأشار "ماكوفسكي"، إلى أنه في الوقت الذي يدور فيه النقاش الأمريكي حول ما إذا كان ينبغي توجيه هذه الضربة كوسيلة ردع ضد أي هجمات أخرى بالأسلحة الكيماوية، أو بشكل أوسع نطاقًا أن تكون تلك الضربة حاسمة، من أجل تغيير قواعد اللعبة في الصراع السوري، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تركز على آثار هذه الضربة على القوة الرادعة للولايات المتحدة في المنطقة بأسرها. وقال:"الجرعة اليومية من الفيديوهات التي يتم عرضها في الأخبار الليلية والتي تظهر المأساة السورية البادية للعيان قد أثارت مخاوف بين الإسرائيليين من أن عدم التدخل الأمريكي في الصراع السوري يشير إلى أن هناك قوة عظمى تسعى جاهدة إلى أن تنأى بنفسها عن الشرق الأوسط". وأكد "ديفيد"، على أهمية ضرب سوريا لتهدئة إسرائيل، قائلًا:" في عقول الجماهير، فإن تردد الولاياتالمتحدة حيال التدخل في أزمة حصدت حتى الآن أرواح ما يربو على 100،000 شخص يثير تساؤلات حول مصداقية التعهدات الأمريكية في المستقبل على الرغم من الدعم الكبير الذي قدمته الولاياتالمتحدة لإسرائيل على مدى عقود من الزمن، وكلما أصبحت الولاياتالمتحدة أكثر انخراطًا في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك إمكانية التدخل العسكري الأمريكي في الترتيبات الأمنية، فإن هذا يعد تصورًا خطيرا. وفي الوقت نفسه، يبدو أن هناك هاجسH بسيط من إمكانية تعرض إسرائيل لضربات انتقامية، ولذا فإنها تنأي بنفسها عن المطالبة بضرب سوريا، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، يكرر عباراته العامة المعتادة بأن إسرائيل سوف تبقى بعيدًا عن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وفي الواقع، تعكس هذه العبارات عمومًا نهج إسرائيل تجاه سوريا. فمن وجهة النظر الإسرائيلية، إن مسألة الأسلحة الكيماوية واتخاذ ما يلزم تجاه الخطوط الحمراء التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي أوباما، ينبغي أن يُنظر إليها بشكل منفصل عن السياسة التي تنتهجها تجاه الموقف الأوسع نطاقًا في سوريا. وتسعى إسرائيل لتحديد مصالحها الخاصة في الصراع بشكل دقيق، فمنذ حرب لبنان عام 1982، عندما سعت إسرائيل لتتويج بشير الجميل رئيسًا للبنان، والذي ما لبث أن تعرض لعملية اغتيال، استوعبت درسًا لا يُنسى وهو: أنه لا يمكنها القيام بالهندسة الاجتماعية في دولة شرق أوسطية أخرى. ورغم تبجحها بصبرا، إلا أنه عندما يتطرق الأمر إلى الحديث عن قدرتها على إعادة تشكيل السياسات الداخلية العربية، نجد إسرائيل أشد تواضعًا عما يُنسب إليها من قدرات في هذا الصدد بين صفوف العرب أنفسهم. ووفقًا ل "استطلاع مؤشر السلام" الذي أجرته جامعة تل أبيب في شهر مايو الماضي، هناك نسبة كبيرة بين اليهود الإسرائيليين تبلغ 86%يريدون أن تبقى إسرائيل بعيدًا عن سوريا، وتعي إسرائيل أنها مصد الصدمات المفضل في المحيط العربي في أفضل الأحوال، ولذلك فإن أي من النتائج التي تفضلها يواجه خطر فقد الشرعية لمجرد كونه مرتبطًا بإسرائيل. وهي لا ترى أن الأمر سيكون حاسمًا في سوريا، وبالتالي تريد البقاء خارج المشهد. وبدلًا من ذلك، قصرت إسرائيل مصالحها على اعتراض ما تسميه "الأسلحة الإستراتيجية" والتي تعتقد دمشق الضعيفة أنه يتعين أو ينبغي إعطاؤها لمن انضموا إليها في المعركة ضد الثوار وهم: مقاتلي "حزب الله" وقد حقق هذا التعريف الضيق للمصالح في سوريا نجاحًا ملموسًا، فلم تنتقم سوريا عندما ضربت إسرائيل في أوائل هذا العام أسلحة سورية كانت موجهة ل «حزب الله». وظلت إسرائيل متخوفة من المجهول، ربما من تصريحات مسؤولين أمريكيين من المستوى المتوسط الذين أكدوا هجمات إسرائيل ضد صواريخ ياخونت المضادة للسفن أو صواريخ "أ-17 جو أرض"، ولم تسع إسرائيل لإذلال الأسد من خلال الحصول على التقدير والثناء. وكان النموذج لذلك هو الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي السوري عام.2007 وفي المحادثات مع الولاياتالمتحدة التي سبقت توجيه الضربة، كان هم إسرائيل الأكبر هو أنها إن لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، فقد ينكر الأسد أساسًا وجود مفاعل بلاتينيوم نووي. ووفقًا لتلك الإستراتيجية لم تتعرض إسرائيل للهجوم. وفي حين نشرت إسرائيل طائرات كثيرة على البحر المتوسط قبل توجيه ضربتها واستوردت المزيد من الذخائر من الولاياتالمتحدة في حال حدوث محاولة انتقام سورية وكتدابير احترازية في حال شن هجوم مضاد من قبل دمشق - إلا أن الأسد لم ينتقم. كما يعتقد العديد من المحللين الأمنيين، أنه بإمكان الولاياتالمتحدة فعل المزيد مثل فرض مناطق حظر طيران، أو التنسيق لتزويد الثوار بالأسلحة دون المخاطرة بالقوات الأمريكية. وتقول هذه الرؤية بأن سوريا قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه ولا يمكن للمرء أن يفكر من وجهة نظر الفئات القديمة التي تقوم على الأسد مقابل الثوار. ويضيف "ماكوفسكي"،:"إذا لم تنته حالة عدم الاستقرار في سوريا بسقوط الأسد، فستعني النتيجة حدوث زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين السوريين في الأردن والتي تشير التقديرات إلى أنها تبلغ حاليًا 540.000 لاجئ سوري؛ ويمثل الأردن أهمية حيوية للأمن القومي لإسرائيل".