شهدت محافظة أسيوط، والتي تعد بركان الفتن الطائفية في مصر، عملية تهجير لأحد المواطنين الأقباط على يد التيارات الإسلامية ورحيله من المنطقة وترك شقته وطرده كانت الواقعة في منطقة الأربعين بمدينة أسيوط في أول إبريل الماضي وفى صباح 3 إبريل 2013. وذلك عندما أشعل عدد من أهالي مدينة الأربعين بأسيوط النيران في منزل قبطي وكسروا محتويات محله، بسبب اتهامه باغتصاب طفل في الصف الثالث الابتدائي ولايتجاوز 9 سنوات من عمره، يدعى (محمود عبد الله) وهو نجل أحد قيادات الجماعة الإسلامية بأسيوط يقطن بذات العقار الذي يقيم فيه المتهم ويدعى (كرم. ع. ص) "قبطي" وشقيقه مستأجران شقة ومحلا لبيع الطيور. وأبلغ والد الطفل عددا من الجيران الذين ينتمون إلى التيارات الإسلامية والذين اقتحموا الشقة للقبض على المتهم الذي فر هاربا للاختباء لدي أحد أصدقائه، وقاموا بإشعال النيران بالشقة وتخريبها وأشعلوا النار في المحل أيضا، وفر أيضا 4 أسر من الأقباط يقطنون بنفس العمارة السكنية التي شهدت الخلافات والذين قاموا بالهروب خوفا من فتك أهالي الطفل. وبالاتفاق مع الأجهزة الأمنية وأهالي الطفل وأهالي المنطقة ومن أجل تهدئة الوضع التقت أجهزة الأمن بعدد من القيادات الإسلامية الممثلة في الجماعات الإسلامية والدعوة السلفية، حيث تم الاتفاق على تهجير المتهم وأسرته من المنطقة نهائيا والاحتكام للقانون. وتم الحكم على الشاب القبطي بثلاث سنوات مع الشغل وتم بيع المحل والشقة لصالح أسرة الشاب المسيحي، وإن كانت قد اقترحت أن يستولي أهل الطفل على ممتلكات الشاب القبطي، إلا أن والد الطفل وأسرته رفضوا ذلك. من ناحية أخري قال مصدر أمني بمديرية أمن أسيوط: الحادث انتهى بالقبض على المتهم وتحرير محضر ضده وإخضاعه للقانون وتم تهجيره هو وأسرته بالاتفاق مع أهالي المنطقة وقيادات الكنيسة وقيادات التيارات الإسلامية، مؤكدا أنه تم تعزيزات التواجد الأمني أمام الكنائس الكائنة بمدينة أسيوط ومنطقة الحادث ونفى توجه أحد من المتظاهرين نحو الكنائس بسبب الأحداث. و شهدت قرى بهيج والعدر وسلام بأسيوط عقب ثورة يناير ب3 شهور فقط العديد من الاشتباكات بين المسلمين والأقباط، أصيب على أثرها مأمور مركز الشرطة أحمد أبو العزايم، وعدد من الجنود وذلك على خلفية تراشق الطوب والحجارة فيما بين الطرفين وإشعال النار ببعض المنازل الموجودة بالقريتين وسقوط قتلى واشتعال ثلاث قرى دفعة واحدة وتم هروب الأقباط من القرى، ومنها قرية ومسقط رأس البابا شنودة، وهى قرية سلام وتعود أحداث الواقعة إلى قرية منقباد بمدرسة الثانوية بنين المشتركة على خلفية قيام الطالب جمال عبده مسعود "مسيحي" بنشر الرسوم المسيئة للرسول. وقام العشرات من المسلمين بمهاجمة منزل الطالب، فما كان من الأقباط إلا أنهم بدءوا يرشقونهم بالطوب والحجارة وتحول التراشق إلى إشعال النيران في المنازل الخمسة الخاصة بالأقباط، ومن بينهم منزلا (عبده مسعود) والد الطالب، و(حفظ الله مسعود) عم الشاب وغيره من الأقباط وانتقلت الحرائق والتخريب إلى قرية سلام التي تنتمى إليها والدة الشاب القبطي، وأشعل 3 منازل للأقباط أحدها ملك (نبيل أبوالسعود) قبطي ولم تسفر عن حدوث إصابات ومنزلان آخران بمنطقة قبلي البلد، ويملك أحدهما (صابر رياض) ويعمل ترزيا. وانتقلت على الفور قوات الأمن المركزي والدفاع المدني لإطفاء الحريق قبل أن يمتد إلى المنازل المجاور، وقامت في ذات الوقت الشرطة العسكرية وقوات الجيش بالسيطرة على الموقف، ولكن طالب أهالي القرية برحيل أهالي الطالب من قرية "العدر" حيث يبلغ عدد المسيحيين بالقرية ما يقارب 300، وتم ترحيل أهل الطالب بعد تحميل كافة منقولاتهم في سيارة الداخلية، والذهاب بهم إلى قرية بهيج مسقط رأس العائلة فرفض جموع الأهالي دخولهم أو محاولة الإقامة معهم ردًا على ما بدر من ابنهم. و كان ذلك قبل تولي الإخوان حكم البلاد، وقبل تنامي التيارات الدينية والتي ربما اشتركوا فيها، ولكن ليس بصورة رسمية أو ظاهرة. وتم حبس المتهم (جمال عبده مسعود) المتهم بأحداث الفتنة الطائفية في أسيوط أربعة أيام على ذمة التحقيق حيث وجهت له النيابة تهمة ازدراء الأديان وتم الحكم عليه منذ أكثر من عام بالسجن سنة مع الشغل ومازال يقضي عقوبته بسجن أسيوط، وتم تهجير أهله وأسرته من قرية بهيج إلى قرية العدر ومازالوا هناك. وفى هذا الصدد، أفاد عقيل إسماعيل عقيل، نائب الشباب بحزب الوفد أنه رغم أن واقعة الثلاث قرى كانت واقعة خطيرة وبدأت بتعد على رسول الله عليه الصلاة والسلام من قبل شاب قبطي، وكانت تنذر بفتنة كبيرة إلا أنه تم السيطرة عليها، وكان الحل في التهجير والحادث الآخر الاعتداء الجنسي كان لابد من التهجير، وترك المنطقة ولو من باب مراعاة الطفل وسمعته ومستقبله، وكانت عمليات التهجير بالموافقة والتراضي وتدخل قيادات كنسية وقيادات دينية.