سلطت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية التغييرات المفاجئة في مواقف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بشأن الضربة العسكرية ضد النظام السوري، مشيرة إلى أن الساعات القليلة الماضية شهدت منعطفات غريبة في قرار الإدارة الأمريكية، وذلك قبل حتى أن يعلن الكونجرس عن موقفه بتأييد قرار أوباما من عدمه. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تغيير "أوباما" لموقفه يذهب إلى أبعد من حظوظ "الأسد"، ولكن بسبب العداء التي ستتسببه الهجمة الأمريكية مع دول ذات ثقل وسيطرة في الشرق الأوسط والعالم، فالهيمنة الإقليمية لدولة إيران مرتبطة نوعًا ما باستمرار بقاء الأسد كنظام حاكم في سوريا، كما أنه يعتمد بشكل متزايد على دعمهم، ومحاولة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أن يعيد دولته إلى مكانتها كدولة عظمى كالاتحاد السوفياتي السابق برفض التدخل العسكري في سوريا، مع وجود الأزمة الاقتصادية الداخلية التي تعاني من تداعيتها الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي يدرك تمامًا أن الضربة العسكرية على سوريا ستكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه إسرائيل الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة، علاوة على الشلل السياسي في بريطانيا الذي يؤخر مشاركتها في العملية العسكرية، كما أن بعض دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" أعلنت عدم مشاركتها مثل ألمانيا، والاتحاد الأوربي يرفض الخيار المؤلم، ويريد مزيدا من الحلول السياسية لإنهاء الأزمة، مما أدى إلى وضع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تحت ضغوط دولية شديدة. ولفتت "وورلد تربيون" إلى أن الاتهامات الموجهة للإدارة الأمريكية والتي نشرت المخابرات الروسية بعض تقارير منها، وهي تورط الولاياتالمتحدة في تمويل التنظيمات الجهادية في سوريا وجماعة الإخوان في مصر التي رفضها الشعب، وضعت "أوباما" تحت ضغوط أشد، لأن بضربه نظام "الأسد"، يعني بالضرورة دعمه لجماعة الإخوان وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة. وأبرزت الصحيفة أن العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري في سيناء، وتورط حركمة "حماس" على حدود غزة بتلك العمليات، تكشف مخططًا للجماعات الجهادية وجماعة الإخوان، في محاولة منها لإحكام قبضتها على الشرق الأوسط كله. وقالت، إن الأحداث غير المتوقعة والعواقب الناجمة عن عملية صنع القرار الخاطئ ل"أوباما" يكلف العالم كله ليالي شتاء باردة.