لازلت أكرر طالما هناك جهل وفقر .. هناك إخوان .. تلك هى الحقيقة التي لامراء فيها، فالفقر والجهل هما التربة الخصبة لتنامى الجماعة، نضيف إلى هذين المفردين فئة المنتفعين، التى طالت عددا لا بأس به من الراغبين فى جاه أو مال، ولايزالون يخوضون الحرب ضد مصر بالوكالة من داخل مصر وخارجها، دون أن نتنكر لواقع مذهل، كان يتسرب أمام أعيننا على مدار سنوات طويلة، دون أن نتنبه له، أو دون أن نبذل جهدا فى إعلان الحرب عليه، وهو تسللهم إلي المساجد، والمدارس، وبإعلانات عريضة، يحاولون فيها صبغة المدارس بالإسلامية، وكأن مدارس غيرهم غير إسلامية .. كافرة يعنى حسب مفاهيمهم. هذا التسرب هو الذى أنتج لنا مزيجا من الهزل الدامى، لدرجة جعلتهم يتجرأون معها بالقول إن المدرسين - مدرسيهم - سيقومون بإضراب شامل مع بدء العام الدراسي، وهو الأمر الذي لابد وأن يواجه بحسم من الآن، وبقرارات صادرة من الآن، وبلغة مغايرة لهذا التسامح، إذ لاتسامح مع خيانة، حيث لايمكن الفصل بين مايحاول فعله بعضهم، وماينادى به السيد رجب طيب اردوغان، وهذا لايعني إلا أن هؤلاء يأتمرون بأوامر أجنبية. ولأنني من المؤمنين بأن الخيانة جريمة، وليست وجهة نظر، ولأنني من المعتقدين بأنه لاحياد بين حق وباطل، فإنني أطالب من الآن بوضع خطط دقيقة، وواضحة، وحاسمة، لمواجهة مثل هذه الممارسات التي تخدم أهداف دول أجنبية، تخطط للنيل منا، ولايخفي على أحد ما لهذه الدول من علاقات وطيدة بالكيان المحتل، وأول هذه الدول دولة قطرائيل ومعها تركيا الاستعمارية، وفصيل التجارة بالمقاومة في حماس!! أعود إلى مابدأت به، حول تسلل جماعتهم الشريرة إلى المدارس والحضانات المنتشرة بريف مصر .. في قراها ونجوعها، وإلى الزوايا التى احتلوها، والمساجد التي سيطروا عليها، وهذا الجهل المتفشى بين أئمتهم، فقد ظلوا لأكثر من ثمانين عاما يرددون بأنهم أكبر جماعة دعوية، لم يطرحوا خلالها كتابا يوحد الله، أو شيخا يجمع من حوله معجبين أو اتباع، وظلوا علي هامش الدين يسيرون دون تقديم رؤية تجمع الناس من حولهم .. كل ماقدموه تستطيعون مراجعته من علي منصة رابعة العدوية، التي حولوها إلي رمز للجهل والتطرف والإرهاب. من تابع منصة رابعة وتصديرها لجهالات أوهموا الناس أنها صحيح الدين بينما هى خطاب متطرف.. يستطيع أن يدرك أن هزيمتهم واندحارهم إنما هو نصر لدين الله الحق، فقد انتشرت فى عهد رئيسهم حركة الردة عن الإسلام، لتصورات المرتدين الساذجة، أن هذا هو النموذج الإسلامى بكل مافيه من رعونة، وحمق، وتخلف، وإرهاب. هذا التسلل يجب أن نحاربه دفاعا عن الإسلام، بداية من أزهرة المنابر، مرورا بتمصير المدارس، إذ لايجب أن نترك تشكيل هويتنا لفصيل لايؤمن بالوطن، ويري في رجب طيب اردوغان حاكما علي مصر وغيرها، كما لا يجب أن نترك عقول أبنائنا مسرحا لجرائم ترتكب ضد الوطنية والمواطنة .. باختصار نحن بحاجة لأن نعلم أبناءنا أن دخول السلطان سليم الأول كان احتلالا، ولم يكن فتحا .. كان احتلالا دمويا، نهب بلادنا، وسرق خيراتنا، وقتل أجدادنا، وأعمل فينا الجهل، وأعاد مصر من دولة حاضنة للنور إلي وكر للعتمة. أما هؤلاء الذين يرون أن الاحتلال فتح، وأن حلايب هدية للأشقاء فى السودان، وأن سيناء تحت أمر خالد مشعل وصبيانه، وأن قناة السويس عربون محبة لواشنطن، وبترولنا منحة لأصحاب الانفاق من قادة حماس، كل هؤلاء لافرق بينهم وبين شامير، ونتنياهو، وتسيفى ليفنى، يجب وضعهم في خانة الأعداء إلى يوم نبعث معهم. ونشهد فضائحهم في الآخرة. كما شهدناها فى الدنيا. بدءا من نيو لوك البلتاجى. ودوجلاس صفوت حجازي. وانسيال مراد على. ونقاب محمد بديع!!