الإصابة بعد لندن "كابوس".. واختياري ضمن أبرز 100 لاعب في تاريخ اللعبة "حاجة تشرف" * الألعاب الفردية في مصر "منبوذة".. وهذه أسرار أزمتي مع "التكييف" في المركز الأوليمبي * الصراعات "خلصت" على العامري.. وتعيين "مارادونا" بشرة خير * أرفض "التجنيس"... واللعب باسم مصر شرف كبير سطر اسمه بحروف من ذهب في سجلات الرياضة المصرية والعالمية عقب فوزه بالميدالية الفضية بأولمبياد لندن الأخيرة، ولكنه عاد للتراجع من جديد بعد حصد الميدالية البرونزية في دورة ألعاب البحر المتوسط، وتحقيق المركز ال 13 في بطولة العالم، اتهم الإصابة بتعطيل مسيرته مع لعبة الشيش، وشدد على رغبته في تحقيق حلم المصريين بحصد ذهبية اللعبة في ريودي جانيرو. إنه علاء أبو القاسم، البطل الأوليمبي في حوار خاص ل"فيتو"؛ للحديث عن رؤيته لمستقبله الرياضي بعد فضية لندن وأحلامه في الأولمبياد المقبلة في البرازيل. أجرى الحوار – محمد وردة في البداية.... كيف ترى إنجاز حصد الميدالية البرونزية بدورة ألعاب البحر المتوسط ؟ بالنسبة للظروف التي مررت بها وإصابتي لمدة 7 شهور عقب الفوز بفضية الأولمبياد الأخيرة وعودتي قبل دورة البحر المتوسط بشهرين فقط ومشاركتي بالبطولة دون تأهيل عقب مشاركتي بأيام ببطولة العالم، فأعتبر الفوز بالميدالية البرونزية إنجازا وتحديا لكل تلك الظروف، وأعد الجميع بتقديم أداء أفضل في البطولات القادمة. ولكن احتلال المركز ال 13 ببطولة العالم الأخيرة كان بمثابة صدمة للجماهير المصرية بعد فضية الأولمبياد؟ بطولة العالم كانت أول احتكاك لي بعد العودة من الإصابة، بالإضافة لسوء التوفيق لمقابلة بطل روسيا في دور ال 16، وشاركت في البطولة بهدف اكتساب الثقة مرة أخرى، وهو ما أدى لتحسن الأداء والنتائج ببطولة ألعاب البحر المتوسط. وهل ترى أن تراجع المستوى بعد إنجاز الأولمبياد أمرا طبيعيا؟ الكثير من الناس لا يعلمون أنني بقيت لمدة 10 شهور دون مدرب بعد رحيل المدرب البولندي بازل كان تركي، الذي كان يقودني في الأولمبياد في شهر أغسطس الماضي، وفضل المسئولون عدم التعاقد مع مدرب جديد إلا بعد شفائي من الإصابة قبل أن يتعاقدوا مع المدرب الحالي البولندي آدم كازبوسكي قبل دورة ألعاب البحر المتوسط. البعض ردد أن "أبو القاسم" شارك في البطولتين دون أن يكتمل شفاؤه؟ شاركت في البطولتين وأنا سليم تماما ولكن لم يتسع الوقت لعمل فترة تأهيل وإعداد، ولكني كنت سليما تماما، والدليل عدم تجدد إصابتي وشكوتي منها رغم انتهاء البطولة، خاصة وأنني بعد الأولمبياد قررت عدم اللعب إلا وأنا سليم تماما حتى لا أجد نفسي مضطرا للاعتزال؛ بسبب الإصابة، ووضعت جدولا زمنيا للانتهاء من العلاج مع نهاية عام 2012 من أجل اللحاق بالموسم الدولي منذ بدايته بشهر يناير، إلا أن تأخر العلاج دمر خططي وأصابني بالإحباط. لماذا تأخر علاجك مدة 7 أشهر؟ المشكلة كانت إدارية من مجلس الاتحاد بإنهاء إجراءات سفري لألمانيا بعد موافقة العامري فاروق - وزير الرياضة السابق - على تحمل الوزارة تكاليف علاجي بألمانيا من الإصابة في الكتف عبارة عن بعض الخشونة والتهاب في الوتر تعرضت لها خلال منافسات الدورة الأولمبية بلندن، إلا أن الانتخابات التي كان تجري بالاتحاد وانشغال الجميع بها دفعتني للانتظار حتى تم اختيار المجلس الجديد، وقاموا بإنهاء إجراءات سفري لأتفاجأ برأي الدكتورة عالية الغمراوي - عضو مجلس الإدارة والمسئولة عن ملف علاجي - أن علاج حالتي في ألمانيا لن تكون لها فائدة، وبدأنا نبحث عن العلاج في مكان آخر من جديد، قبل أن أتلقى دعوة من أحد أندية السلاح في الولاياتالمتحدة لعمل معسكر هناك، وهناك قابلت بعض المدربين المصريين الذين نصحوني بالذهاب لأحد المراكز الطبية المتخصصة في علاج الكتف وعندما عدت اقترحت ذلك المركز على مسئولي الاتحاد، ووافقوا عليه وبدءوا في إنهاء إجراءات السفر والحجز بالمركز. وهل تؤهلك الأجواء المحيطة لعودتك لمستواك وتحقيق البطولات؟ أتدرب بصورة جيدة حاليا بالمركز الأوليمبي، إلا أن الاضطرابات الأمنية تقلقني كثيرا، خاصة مع تواجد أسرتي بالإسكندرية، كما طالبنا بإقامة بعض المعسكرات الخارجية للاحتكاك ببعض المدارس القوية في اللعبة، خاصة وأن الجميع يرفض القدوم لمصر في تلك الظروف، وننتظر موافقة الاتحاد ووزارة الرياضة على دعم المعسكر الخارجي. بمناسبة كلامك عن المركز الأوليمبي، ما تقييمك للمركز وصلاحيته لإعداد أبطال مصر؟ وما حقيقة شكواك من تدني الخدمات بالمركز؟ في الحقيقة لم أشك لأحد، ولكن كل ما حدث أنه أثناء الإعداد لدورة ألعاب البحر المتوسط انقطعت المياه الساخنة لمدة يومين متتالين، بالإضافة لتعطل أجهزة التكييف الموجودة بصالة تدريب السلاح، فقمت بكتابة تويتة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كتبت فيها: "يومين ورا بعض مفيش مياه سخنة والنهاردة مفيش تكييف في صالة السلاح في المركز الأوليمبي اللي مش أوليمبي"؛ لتتناقلها المواقع الإخبارية وأجد رد الفعل السريع بعد تدخل الوزير السابق العامري فاروق. أشعر في كلامك ببعض الإحباط، فهل تقصد أن المسئولين يتعنتون ضدك؟ الإحباط لم يعرف طريقه إليّ مطلقا، ولكني أطالب المسئولين بالوقوف جانبي لمواصلة الانتصارات، وليروا كيف يتعامل معي بعض المسئولين عن اللعبة بالخارج، فهم يقدرونني ويكرموني، ويستضيفوني في بعض المحاضرات للاعبين الشباب، خاصة بعد مفاجأة الاتحاد الدولي للسلاح بضمي لقائمة أفضل 100 لاعب في تاريخه بل كنت الوحيد من اللاعبين الحاليين الذين تم اختيارهم في تلك القائمة. في ظل هذه الظروف، هل فكرت في قبول إحدى عروض التجنيس واللعب باسم دولة أخرى؟ لم أفكر مطلقا في هذا، وعندي ثقة كبير في إمكانياتي وقدرتي على التكيف مع الظروف التي تمر بها الرياضة المصرية، خاصة وأنني فزت بفضية الأولمبياد بنفس الظروف ولكن إصراري على تخطي الصعاب يعطيني دفعة كبيرة للنظر للفوز فقط، وبالتالي فأنا أرفض تماما اللعب باسم أي دولة أخرى غير مصر. وماذا تطلب من المسئولين للتعهد بإنجاز في أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل؟ أرجو منهم أن يوفروا متطلبات المدرب من معسكرات تدريب وعلاج وغيره بالإضافة لبعض الاهتمام، مع وعد مني بتحقيق ميدالية ذهبية في الأولمبياد القادم. في رأيك، متى تأخذ الألعاب الفردية حقها في الرياضة المصرية؟ نعاني من عدم الاحتراف في الرياضة المصرية والجميع ينظر لكرة القدم فقط، وأحيانا بعض الألعاب الجماعية الأخرى رغم أن أغلب الميداليات المصرية في البطولات الأوليمبية كانت من نصيب الألعاب الفردية، وأرى أن تطبيق الاحتراف الحقيقي في الرياضة هو الحل للخروج من تلك الأزمة. كيف ترى تعيين طاهر أبو زيد وزيرا للرياضة كأحد الرياضيين القدامى؟ متفائل جدا بوجود الكابتن طاهر أبو زيد وزيرا للرياضة، خاصة أنه كان لاعبا كبيرا ونجما لمنتخب مصر، وسيشعر بمعاناتنا، كما أنه استطاع حل بعض المشكلات الموجودة على الساحة الرياضية فور توليه المسئولية والتي كان أهمها خطر إيقاف النشاط من قبل اللجنة الأوليمبية الدولية؛ بسبب التدخل الحكومي. وماذا عن الوزير الأسبق العامري فاروق؟ كان لدي العديد من المواقف الإيجابية مع الوزير السابق، فقام بتكريمي فور عودتي من الأولمبياد، بالإضافة لتدخله الفوري لحل مشكلة علاجي، وإصداره قرارا وزاريا بتحمل الوزارة نفقات علاجي في أمريكا، بالإضافة لاجتهاده لوضع خطة للرقي بالرياضة المصرية، إلا أن دخوله في بعض الصراعات أثر على الوسط الرياضي.