لم يعد العالم كما كان، فبضغطة زر واحدة يمكن لطفل في العاشرة أن يطّلع على ما لم يكن يراه أحد قبل عقود إلا في الكتب أو قاعات الجامعة.. لقد أصبحنا نعيش في زمن تدفّق غير مسبوق للمعلومات وتراجع غير محسوب للضوابط، وهو ما جعل من التربية الأخلاقية تحديًا جديدًا أمام الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره. إن منصات التواصل الاجتماعي التي جاءت في الأصل لربط البشر، صنعت عالمًا موازيًا للقيم والأخلاق، تُعاد فيه صياغة مفاهيم الصواب والخطأ والحرية والمسؤولية.
في هذا الفضاء المفتوح لا يخضع الإنسان لقوانين المكان أو الزمان، بل يعيش بلا رقيب سوى وعيه الأخلاقي، وحين يكون الوعي هشًّا يتحول العالم الرقمي إلى ساحة فوضى تختفي فيها المسؤولية تحت ستار الحرية الشخصية، ويتراجع احترام الآخر أمام سطوة الترند. في زمن التواصل الاجتماعي، لم تعد التربية مجرد أوامر ونواهي، بل أصبحت عملية حوار يومي بين الأجيال. الأب والأم لم يعودا وحدهما مصدر المعلومة أو المثل الأعلى، فالأبناء اليوم يتلقون القيم من المؤثرين والمشاهير ومقاطع الفيديو القصيرة التي تُقدَّم بأسلوب جذاب لكن بلا مضمون تربوي.
ومن هنا تبرز أهمية القدوة داخل البيت، فالسلوك الصامت أبلغ من آلاف الكلمات. حين يرى الأبناء والديهم يستخدمون الهواتف باحترام ويتحدثون بلغة راقية ويتعاملون مع الخلاف بتهذيب، تتشكل لديهم منظومة أخلاقية راسخة بالتقليد والملاحظة لا بالوعظ فقط. ولأن الأسرة وحدها لم تعد كافية، تبرز أهمية المدرسة والإعلام كشريكين في بناء الوعي الأخلاقي والرقمي معًا. فالمدرسة يجب أن تقدّم تربية رقمية موازية للتربية الأخلاقية، تشرح للطلاب معنى الخصوصية واحترام الرأي والتعبير المسؤول، أما الإعلام فينبغي أن يتحول من وسيلة جذب تجاري إلى شريك تربوي، يوازن بين الحرية والضبط ويقدّم النماذج التي تُلهم لا التي تُثير الجدل. الحرية في الفضاء الرقمي لا تعني الغياب الكامل للقيم، بل على العكس، كلما زادت الحرية زادت مسؤوليتنا الأخلاقية في استخدامها. فالتعبير عن الرأي لا يبرر الإساءة، والاختلاف لا يبرر الكراهية، والنقد لا يبرر التشهير. ومن هنا تبرز الحاجة إلى ميثاق أخلاقي رقمي يعيد تعريف العلاقة بين الفرد والمجتمع في هذا العالم الجديد. التربية الأخلاقية في زمن التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تعود إلى الأساليب القديمة، فنحن بحاجة إلى خطاب تربوي جديد يستخدم لغة العصر ويحتفظ بروح القيم. علينا أن نعلّم أبناءنا كيف يختارون، كيف يفرّقون بين الحقيقي والمصطنع، وكيف يستخدمون التكنولوجيا لبناء الذات لا لهدمها. مصر حيث يبدأ التاريخ رسالة سلام من أرض الكنانة إلى العالم إنّ معركة الأخلاق اليوم لم تعد في الشارع أو المدرسة فقط، بل في الشاشة التي نحملها في أيدينا كل يوم. والتربية الأخلاقية في هذا العصر ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية لحماية الإنسان من الانفصال عن إنسانيته. فإذا استطعنا أن نزرع في أبنائنا الضمير قبل المعلومة، والإنسانية قبل الشهرة، عندها فقط نكون قد ربحنا معركة القيم في زمن بلا حدود. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا