في كل بيت، هناك لغة غير منطوقة تخلق مناخًا من الأمان أو التوتر، من الحب أو الجفاء، من التفاهم أو الصدام. هذه اللغة ليست الكلمات التي نتبادلها في أحاديثنا اليومية، بل الطريقة التي نُعبّر بها عن التقدير والامتنان. طرق التعامل بهدوء، مع نوبات غضب ابنك الصغير طرق التعامل مع الطفل العصبي، دليل شامل للآباء والأمهات ف "لغة التقدير" داخل الأسرة هي المفتاح السري لاستقرار البيوت ودفئها، وهي التي تجعل أفراد العائلة يشعرون بأن وجودهم له قيمة وأن مجهوداتهم لا تمرّ دون ملاحظة أو شكر. أوضحت الدكتورة عبلة ابراهيم استاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن لغة التقدير داخل الأسرة ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على استقرار البيت ودفئه، وهي التي تبني الثقة، وتغرس المودة، وتخلق بيئة يشعر فيها الجميع بالأمان والانتماء. أضافت الدكتورة عبلة، أن الكلمة الطيبة ليست مجرد صوت، بل جسر يصل بين القلوب، وكل بيت يتحدث بلغة التقدير يظل عامرًا بالحب مهما اشتدت عليه الأيام. فالأسرة التي تتقن هذه اللغة، تملك سرّ السعادة الحقيقية: أن يشعر كل فرد فيها أنه مُحبّ ومُقدَّر ومهمّ في حياة الآخرين. ما المقصود بلغة التقدير داخل الأسرة؟ أشارت الدكتورة عبلة، إلى أن لغة التقدير هي مجموعة من التصرفات والكلمات والمشاعر التي تُظهر الاحترام والامتنان والاعتراف بقيمة كل فرد داخل الأسرة. قد تكون كلمة شكر بسيطة، أو نظرة امتنان، أو لفتة تقدير مثل إعداد كوب شاي للأم بعد تعبها، أو رسالة قصيرة من الأب لابنته يقول فيها إنه فخور بها. هي ليست مجرد مجاملة أو واجب اجتماعي، بل أسلوب حياة يومي يُشعر كل شخص بأنه "مرئي"، وأن جهوده تُقدَّر ويُثمَّن دوره في المنظومة العائلية.
لماذا التقدير مهم لاستقرار الأسرة؟
البيت ليس جدرانًا فقط، بل شبكة من المشاعر المتبادلة. وعندما تغيب لغة التقدير، تنقطع هذه الشبكة تدريجيًا، فيبدأ كل فرد في الانسحاب إلى عالمه الخاص. أما عندما تكون لغة التقدير حاضرة، فإنها تخلق روابط متينة لا يمكن أن تهزها ضغوط الحياة.
تعزز الانتماء العائلي: حين يشعر الأبناء أن والديهم يقدرونهم، يصبح لديهم دافع أقوى للبقاء قريبين من العائلة والمشاركة في تفاصيلها. فالتقدير يولد الإحساس بالانتماء، والانتماء هو أساس الاستقرار العاطفي. تزيد الحب بين الزوجين: في العلاقات الزوجية، التقدير هو الوقود الذي يحافظ على دفء المشاعر. كلمة "أنا مقدّرة تعبك" من الزوجة لزوجها، أو "مفيش حد زَيّك في اهتمامك بالبيت" من الزوج لزوجته، كفيلة بأن تذيب الجليد وتمنح العلاقة طاقة جديدة. الأزواج لا يحتاجون دائمًا إلى حلول للمشكلات، بل إلى شعور بأن الطرف الآخر يلاحظ ما يقدمونه ويقدّره. تخفف الصراعات اليومية: كثير من الخلافات داخل البيوت لا تنشأ من مشكلات حقيقية، بل من إحساس أحد الأطراف بأنه غير مقدّر. فالتقدير يُشبع حاجة الإنسان إلى الاعتراف، وعندما تُشبَع هذه الحاجة، يقل التوتر والغضب والانتقاد. ترفع المعنويات وتدعم الصحة النفسية: الشخص الذي يُقدَّر داخل بيته يتمتع بهدوء داخلي وثقة بالنفس، ويكون أكثر قدرة على التعامل مع تحديات الحياة الخارجية. فالشعور بالتقدير من أقرب الناس مصدر دعم نفسي عميق لا يمكن تعويضه.
أشكال التعبير عن التقدير داخل الأسرة
التقدير ليس دائمًا بالكلمات، بل له لغات متعددة، تختلف من أسرة لأخرى ومن شخص لآخر. ومن أهم أشكاله: الكلمات الإيجابية: قول "شكرًا"، "أنا فخورة بيك"، "مجهودك ظاهر"، كلها عبارات بسيطة لكنها تحمل طاقة عاطفية كبيرة. الأفعال المساندة: مثل المساعدة في الأعمال المنزلية دون طلب، أو تحضير وجبة يحبها أحد أفراد الأسرة بعد يوم متعب. الاهتمام والإنصات: التقدير يظهر أيضًا في الإصغاء الحقيقي. عندما نصغي لطفلنا أو شريك حياتنا دون مقاطعة، فإننا نقول ضمنيًا "أنت مهم بالنسبة لي". التشجيع أمام الآخرين: الثناء على أحد أفراد الأسرة في وجود العائلة أو الأصدقاء يعزز ثقته بنفسه ويرسخ الشعور بالفخر. المفاجآت البسيطة: رسالة مكتوبة، وردة، أو حتى مشاركة منشور إيجابي عنه على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون لفتة تقدير تبقى في الذاكرة. الدعم بين الزوجين التقدير بين الزوجين أساس التوازن
الحياة الزوجية تمر بمراحل من التعب والروتين، ومع مرور الوقت قد يتلاشى التعبير عن الامتنان. هنا تضعف لغة التقدير ويبدأ كل طرف في الشعور بأنه "مأخوذ كأمر مسلم به". لكن الحقيقة أن كلمة واحدة صادقة يمكن أن تعيد الدفء إلى العلاقة. فحين يقول الزوج لزوجته "أنا شايف تعبك ومقدر مجهودك"، أو حين تبادر هي بالقول "ربنا يخليك لينا على تعبك"، يشعر الطرف الآخر بأن مجهوده لم يذهب سدى. العلاقات القوية لا تقوم فقط على الحب، بل على التقدير المستمر الذي يترجم هذا الحب إلى أفعال ملموسة.
التقدير بين الآباء والأبناء
من أكثر ما يربك الأبناء نفسيًا هو الإحساس بأنهم لا يرضون والديهم مهما فعلوا. الأطفال والمراهقون يحتاجون إلى التقدير أكثر مما يحتاجون إلى النصائح. حين تقول الأم لابنها: "أنا فخورة بيك إنك حاولت حتى لو ما نجحتش"، فإنها تغرس فيه الثقة وتدفعه للاستمرار. وحين يشكر الأب ابنته على مساعدتها في المطبخ أو اجتهادها في المذاكرة، يشعرها بأنها ذات قيمة، فينشأ لديها حب العطاء بدل التذمر. الآباء أيضًا يحتاجون لتقدير أبنائهم. كلمة "ربنا يخليك يا ماما على تعبك" من ابن مراهق كفيلة بأن تبكي الأم من الفرح، لأنها أخيرًا شعرت أن تعبها لم يذهب هباءً.
غياب التقدير وتأثيره السلبي
عندما تغيب لغة التقدير من البيت، تبدأ المشاعر السلبية في التراكم. يشعر الأب أنه يُستهلك دون تقدير، وتشعر الأم أنها "خادمة" أكثر منها شريكة حياة، ويشعر الأبناء بأن وجودهم لا يُحدث فرقًا. تبدأ المسافات النفسية تكبر، فيسود الصمت أو التوتر، وتتحول العلاقات إلى أداء واجبات لا روح فيها. الكلمة الطيبة التي لم تُقال تتحول إلى جرح، والاعتذار الذي لم يُقدَّم يتحول إلى حاجز، وهكذا يتآكل الدفء الأسري ببطء دون أن يشعر أحد.
كيف نعيد لغة التقدير إلى بيوتنا؟ ابدأ بنفسك: لا تنتظر أن يُقدّرك الآخرون لتبدأ، فالكلمة الطيبة تُولّد مثلها. درّب نفسك على الملاحظة: لاحظ التفاصيل الصغيرة التي يقوم بها من حولك، واشكرهم عليها. عبّر بالكلمة والفعل: أحيانًا كلمة شكر، وأحيانًا مساعدة أو حضن دافئ تكون أبلغ من الكلام. تجنب المقارنة: لا تقل "غيرك بيعمل أكتر"، بل ركّز على ما يُقدَّم فعلًا. اجعل التقدير عادة يومية: لو اعتاد الأبناء سماع كلمات الامتنان في البيت، سينقلونها بدورهم للآخرين في المستقبل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا