جاءت أخيرا الليلة الكبرى الموعودة، جاءت أمس السبت، استحضرها المصريون قبلها بثلاث ليال، مع بهجة عارمة ليلة الليلة! حلت الفرحة في ربوع الصدور التى صارت وطنا بعرض الكون، جاءت الدنيا إلى مصر، تفرح لها ومعها وتحتفي بكنوزها الأثرية احتفاء الدارس واحتفاء الممتن واحتفاء العارف قدر الأمة المصرية. جاءت الملكات والأميرات وجاء الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء والمبعوثون الشخصيّون لدولهم، 97 وفدا رسميا، بينهم 39 قادة دول، وكان مجيئهم عودة إلي أصل الأصل وجذر الجذر والنبتة الأولي في الضمير الانساني. كانت الدنيا ظلاما وكانت مصر النور، كانت الدنيا خرابا وكانت مصر العمار. كانت الدنيا شراذم وقبائل وأسرابا متقاتلة، وكانت مصر دولة وكان لها جيش وكان لها قانون وعلوم ومعابد وبحث محموم عن وحدانية الخالق حتى وجدته وعرفته ووحدته وركعت له وسجدت..
حضور دول العالم إلي احتفالية إفتتاح المتحف المصري العظيم ينطوي علي رسائل عدة، بالضبط كما أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي. كانت تحمل رسائل عدة، تماما كما كان العرض الأوبرالي والصور والفيديوهات المصاحبة ذات رسائل عدة..
أول رسائل الحضور الدولي أن مصر إستردت عافيتها السياسية وفعاليتها في الاقليم وفي الدنيا، وأن ما تفعله هو ما تقوله وما تقوله هو ما تفعله، بشرف وانسانية وعزة وقوة، وهذا يقدره العالم شرقه وغربه، وحضور كل هذه القيادات يعني رغبتها في المشاركة والاستمتاع بإرث إنساني حضاري عريض، ينطوي علي ملوك ارتبطوا بقصص وآيات في كتبهم المقدسة.. فما من طالب أو دارس ألا ويعرف إسم مصر وتاريخها في أدبياتهم الدينية والتاريخية.. جاءوا إذن ليروا ما تركه الأولون وهو مبهر عظيم بكل المقاييس.. أما رسائل كلمة الرئيس فأبرزها التركيز علي وحدة الإنسانية، وأن فجر التاريخ كان إشراق مصر، وأن مصر أول دولة مستقرة لها حدودها المرسومة قدرا وبشرا منذ خلقها الله، وأن مصر تقدر للدولة اليابانية عونها المالي والفني، وهذا واجب أن نذكر بالعرفان من جعلوا الحلم معنا حقيقة.. تماما كما أتاحت الدولة لصاحب الحلم والمشروع الفنان الوزير فاروق حسني أن يحضر وأن يلقي كلمته التى مست القلوب، وتلك لفتة أخرى ليست غريبة علي إنسانية القرار السياسي.. وشجاعته. خاطب الرئيس الغرب بلغته، وخاطب الشرق بلغته، وكلاهما لغة واحدة، الحس الإنساني والضمير الإنساني وهو ما نوجزه في تعبير وحدة الإنسانية.. أما رسائل العرض فهي الإبهار وإعادة الاكتشاف، وما مشاركة الفرق الموسيقية العالمية في أكبر اوركسترا إلا برهانا علي فكرة وحدة الإنسانية، فرق عازفة من اليابان وفرنسا وإيطاليا وأمريكا وغيرها.. تتعدد منصات العزف مع معالم تلك الدول، ومع توالي فقرات الموسيقي تأتي لفتة ذكية عند عرض المسلة المصرية، فإذا بالكاميرات تعبر الحدود لتظهر مسلات مصر في الفاتيكان وأمريكا وباريس.. إشارة إلي أنها لنا، لفتة غاية في الذكاء، إعلان بأننا موجودون هناك.. ركز مضمون العرض علي اثارة الشعور الإنساني، وترسيخ عقيدة احترام العطاء الإنساني، وتكريس قيمة مصر التاريخية يمثلها أحفاد مهرة بارعون عارفون قدر إرث الأجداد.. يبقي أن نقول أن هذه الاحتفالية ليست احتفالية المومياوات، فالجمهور مختلف، وبالتالي لابد أن تختلف الرسالة الفنية والإعلامية.. وفي الجملة ومع انتقادات هنا وهناك للإخراج واللقطات وغياب التركيز أحيان، مع شحوب الموسيقي المصرية وسط غلبة الأداء الأوبرالي الغربي.. رغم هذه الهنات، فإن الاحتفالية أسعدت العالم، وعمقت الصورة الذهنية لمصر، وطنا آمنا مستقرا، يحب الحياة.. ويحترم الموت. فرحة غامرة.. فرحة غامرة! حلم فاروق حسني الثمرة الأعظم لأسبوع كامل من الفرحة والترقب أن مصر كلها توحدت حول حدث قومي موضع إعزاز متوارث في القلوب، وعاش الناس مبتهجين شملتهم مشاعر الزهو والفخار.. عشت يا مصر مرفوعة الرأس فرحانة دوما. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا