رغم الجدل الذي أثارته أنباء تعيين الرئيس عبد الفتاح السيسي للفنان ياسر جلال عضوًا بمجلس الشيوخ في دورته الجديدة، إلا أن التاريخ السياسي المصري يبرهن أن دخول الفنانين إلى الحياة النيابية لم يكن أمرًا استثنائيًا، فمنذ بدايات الدولة الحديثة، لم ينظر إلى الفن بوصفه ترفيهًا فقط، بل باعتباره قوة ناعمة تعبّر عن وعي المجتمع ومخزونه الثقافي، ومع تطور المؤسسات التشريعية، وجد الفنانون لأنفسهم مقاعد داخل البرلمان ومجلس الشيوخ، حاملين قضايا الوسط الفني وهموم المجتمع إلى ساحات التشريع، في تجربة جمعت بين لغة الإبداع وقوانين السياسة. أمينة رزق، رائدة التنوير في المسرح والسياسة لقبت ب«سيدة المسرح المصري»، ولدت في طنطا عام 1910 قبل أن تنتقل إلى القاهرة لتنضم إلى فرقة رمسيس مع يوسف وهبي. في عام 1991 عُيّنت عضوًا بمجلس الشورى، لتصبح صوتًا مدافعًا عن المسرح والمؤسسات الثقافية الرسمية. حضورها النيابي كان امتدادًا لدورها التنويري على الخشبة، مؤمنة أن رسالة الفن لا تنفصل عن خدمة المجتمع. حسين صدقي، إصلاحي السينما نائبا في البرلمان الممثل الملقب ب«الفنان الداعية» ولد عام 1917 بحي الحلمية الجديدة، وانتخب نائبًا في البرلمان خلال الخمسينيات، وعلى غرار أعماله السينمائية التي حملت نزعة إصلاحية، تبنى في البرلمان قضايا أخلاقية واجتماعية تتعلق بالأسرة والشباب، ليصبح نموذجًا لربط السينما بالخطاب الاجتماعي والسياسي. محمود المليجي، من أدوار الشر إلى مقعد الشورى «شرير السينما» محمود المليجي، ولد عام 1910 ولم يكن مجرد وجه مألوف على الشاشة، بل ترك بصمته أيضًا في الحياة السياسية، إذ عينه في عام 1980 الرئيس أنور السادات عضوًا بمجلس الشورى، ليصبح أول فنان يدخل قاعات المجلس. ورغم شهرته بأدوار الشر في السينما، إلا أنه كان شخصية متزنة وموضع تقدير كبير داخل الوسط الثقافي، ووجوده في المجلس حمل رسالة رمزية، أن الفنان يمكن أن يكون جزءًا من صناعة القرار، وأن الإبداع والبرلمان ليسا عالمين متناقضين بل متكاملين. محمد عبد الوهاب، موسيقار الأجيال تحت القبة بعد وفاة المليجي في 1983، وقع الاختيار على موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ليحل محله في مجلس الشورى، وعبد الوهاب لم يكن مجرد موسيقي بارز، بل كانت له علاقات وثيقة برجال السياسة من مصطفى النحاس إلى السادات. وشارك في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وحصل على رتبة لواء شرفية من السادات عام 1979، وارتدى الزي العسكري ليقود السلام الوطني عقب توقيع معاهدة السلام، وكان مواظبًا على حضور الجلسات حتى تدهورت صحته، وظل صوته حاضرًا في الثقافة والسياسة حتى رحيله. سميرة عبد العزيز، الوفية ل القيم الثقافية المصرية ابنة الإسكندرية التي درست الاقتصاد والعلوم السياسية قبل احترافها التمثيل، انتخبت لعضوية مجلس الشورى، واشتهرت بمداخلاتها الداعمة لقضايا النقابات الفنية والتأمينات والمعاشات، وكان حضورها النيابي انعكاسًا لصورتها الفنية، رصينة، ملتزمة، ووفية للقيم الثقافية. محمد نوح، الموسيقى الوطنية في قاعات التشريع موسيقار ومطرب وُلد في طنطا عام 1937، تخرج في كلية التجارة ثم تخصص في الموسيقى. عين عضوًا بمجلس الشورى في التسعينيات، وطرح قضايا تتعلق بحقوق المبدعين وربط الثقافة الشعبية بالمؤسسات الرسمية، وحضوره النيابي جاء امتدادًا لأغانيه الوطنية التي بشرت بالحرية والانتماء. حمدي أحمد، المثقف الذي واجه البرلمان بلسان الشارع الفنان حمدي أحمد، ولد في سوهاج عام 1933، وبدأ مسيرته على خشبة المسرح ثم السينما، حيث لمع في أعمال مثل القاهرة 30 والأرض. انتخب نائبًا في مجلس الشعب عام 1979 عن دائرة بولاق، وبرز كصوت قوي يدافع عن سكان دائرته في قضايا السكن ونقل الأهالي إلى الزاوية الحمراء. وإلى جانب التمثيل، كتب مقالات في الصحف، وكان حضوره البرلماني امتدادًا لمواقفه الفنية، حيث جمع بين لغة المثقف وجرأة ابن البلد، ليترك صورة للنائب الفنان الذي لا ينفصل عن واقع الناس. ياسر جلال، من الدراما الوطنية إلى الشيوخ ولد بالقاهرة عام 1969 وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990، وخلال العقدين الأخيرين، رسخ مكانته بأدواره التي جمعت بين البطولة الشعبية والدراما الوطنية، وفي سبتمبر 2025 ترددت أنباء عن صدور قرار رئاسي بتعيينه عضوًا بمجلس الشيوخ، ليكمل مسيرة الفنانين الذين نقلوا خبراتهم الإنسانية والفنية إلى العمل التشريعي، مع توقعات أن يركز على قضايا الشباب والثقافة. الفن والسياسة، وجهان لرسالة واحدة على مدى عقود، أثبت الفنانون المصريون حضورهم في المؤسسات التشريعية، حضورًا لم يقتصر على رمزية المقاعد، بل حمل رسائل تؤكد أن الفن والسياسة ليسا عالمين متوازيين، فكلاهما يسعى إلى هدف واحد، خدمة الناس، وصون الوعي الجمعي، سواء عبر خشبة المسرح أو من تحت قبة البرلمان. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا