"مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونُ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟" (مراثي 3: 37). إنها آية قصيرة، ولكنها تحمل في عمقها يقينًا راسخًا يبدّد كل خوف ويكسر كل قيد.. فهي تعلن بوضوح أن مصير الإنسان ليس رهنًا بكلمات الناس ولا بأحكام الظروف، بل بيد الرب وحده، الذي له السلطان أن يأمر فيكون، وأن يتكلم فيحدث. كثيرًا ما نرى العالم من حولنا يرفع صوته عاليًا، فنظن أن الكلمة الأخيرة تُقال على ألسنة البشر. قد يقرّر مدير مصير عمل، أو ينطق طبيب بتشخيص خطير، فيرتجف القلب كأن المصير قد تحدّد نهائيًا. غير أن الكتاب المقدس يذكّرنا بهذه الحقيقة العظمى: لا كلمة تستقرّ وتتحقق إن لم يكن الرب قد أذن بها أولًا. فالرب فوق الجميع، وسلطانه يسمو على كل سلطان، وهو الضابط الكل الذي بيده مقاليد الزمن والأبدية.
إن كلمات البشر محدودة، وكثيرًا ما تكون محمّلة بالضعف والجهل. قد يتنبأ الناس بالفشل أو بالعجز، وقد يظن البعض أن أمامك طريقًا مسدودًا لا رجاء فيه. لكن إن شاء الرب أن يفتح بابًا، فمَن ذا الذي يغلقه؟ وإن سمح أن يُغلق بابٌ، فذلك لأن أمامك بابًا آخر أعظم ينتظرك. لقد خبر يوسف البار هذه الحقيقة؛ إذ تآمر عليه اخوته والقوه في البئر، ثم باعوه عبدًا. ولكن الرب كانت له كلمة أخرى، فرفعه من السجن ليصير حاكمًا على كل أرض مصر.
حتى الموت نفسه، الذي يراه البشر كلمة فاصلة لا رجوع بعدها، صار في المسيح كلمة منتهية. إذ نطق الرب بالقيامة، فالمسيح نفسه كسر شوكة الموت بقيامته. فصار الموت بابًا إلى الحياة، وصارت النهاية بداية جديدة. بهذا فقط نفهم أن الكلمة الأخيرة لا يملكها إنسان ولا ظرف، بل الله وحده.
هذه الحقيقة تمنح النفس سلامًا عميقًا وسط الاضطراب. فالإنسان الذي يؤمن أن حياته بيد الله وحده لا يرتعب من تهديد، ولا ينكسر تحت حكم، ولا يخضع لاستبداد رأي بشري. إنه يعلم أن الرب الذي أحبه حتى بذل نفسه من أجله، لن يسمح أن تُقال عليه كلمة إلا إذا كانت لخيرٍ أبدي.
فلنثق إذن أن الرب هو صاحب القرار الأخير. ولنرفع قلوبنا دائمًا إلى فوق، مدركين أن كلمته هي وحدها الكلمة الفاصلة. كلمات الناس تزول، وأحكامهم تتغير، ولكن كلمة الرب ثابتة إلى الأبد. لذلك، لا تجعل قلبك أسيرًا لعبارة جارحة، أو حكم قاسٍ، أو خوف من المستقبل، بل ضع رجاءك في الرب، الذي إن قال كان، وإن أمر تحقق. وجيه شوقي.. سر حياتي لسه في الأيام أمل تذكّر دائمًا: لا أحد له كلمة عليك سوى الله. وكلمته ليست ككلمة الناس، بل كلمة تخلق وتجدّد وتحيي، وتفتح أمامك الطريق حين يُغلق، وتحوّل الظلمة نورًا، واليأس رجاءً، والهزيمة نصرةً أكيدة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا