«النوشتاء» واستدعاء جثة مبارك أظن بقوة أن هناك اتجاها متصاعد الإيقاع، نحو تبديل أجندة الاهتمام القومي في مصر الآن، أظن أن التركيز الإعلامي على قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك، سببه الضجة التي افتعلها السادة «النوشتاء» في الأيام الثلاثة السابقة على خروج الرجل المسن بقرار يضعه قيد المحاكمات، وأقول بثقة وأسف إن الإعلام انساق نحو العملية الممنهجة لنقل الاهتمام من أزمة الإرهاب إلى أزمة باردة لاستدعاء ملف بأيدي القضاء العادل. استدعي فريق صربيا القومي من درج التبريد ملف فساد مبارك ومحاكمته، وهم فعلوا ذلك عمدا لسببين، الأول أن موجة الارتياح الوطني بدأت تجري عملية فرز جديدة وإعادة النظر في مواقف الشخصيات المظلية التي حطت على المشهد المصري بعد 25 يناير، السبب الثاني هو الإعلاء الملحوظ لثورة 30 يونيو باعتبارها ثورة شعبية خالصة طاهرة، وحدوث ما يشبه مراجعة ضمير قومي لما يسمونه ثورة 25 يناير، هناك مراجعة وتراجع عن النظر إليها بعيدا عن الشبهات! كيف تسترد ألوية صربيا الأرض التي طهرتها حناجر 33 مليون مصري..لا صربي؟ الآلية الوحيدة هو مضغ الممضوغ وطحن المطحون وإعادة «اللكلكة في مبارك». إن مبارك الآن قيد الإقامة الجبرية بفعل قومه وبفعل التاريخ. كلاهما يحاسبه. والاتجار بحقبة مبارك هى عار سياسي على تجار الجثث المحروقة. علينا أن ننتبه جيدا. مبارك ملف متأخر. الإرهاب والتدخل الأجنبي هما القاسم المشترك بين ألوية صربيا وألوية بديع والقاعدة. كلاهما لا يعترف بحرمة الأوطان. كلاهما عميل للشيطان، والأخير عنوانه أمريكا أو الآخرة، حسب هوي العاشق أو المتاجر. علينا ألا ننجر بعيدا عن محاربة وكلاء العمالة والإرهاب ولن تصلح قط محاولات تبادل الأدوار.. نحن الوطن وهم الخراب.