يُعد الوعي الجمعي للشعوب مرآةً لهويتها وتاريخها ومسارها الحضاري، وهو ثمرة تراكم التجارب والمعارف والقيم التي يتوارثها الناس جيلًا بعد جيل. والمصريون من بين أعرق الشعوب التي صاغت وعيًا جمعيًا متماسكًا، تشكّل عبر آلاف السنين من الحضارة الممتدة منذ الفراعنة وحتى الدولة الوطنية الحديثة. وبالنظر في عمق التاريخ بداية من مصر الفرعونية نجد أنه نشأ وعي جمعي يقوم على ثلاثة محاور أساسية.. أولها، الوحدة حول النيل: النهر كان شريان الحياة، فترسّخت فكرة المشاركة والتكامل بين الناس، حيث لا بقاء للفرد دون الجماعة، وثانيها، قدسية النظام والعدالة (ماعت): اعتبر المصريون القدماء أن العدالة الكونية هي أساس الاستقرار، فانعكس ذلك في احترام القانون والسلطة المركزية. وثالثها، الهوية الوطنية المبكرة: منذ توحيد القطرين على يد مينا (نارمر)، ارتبط المصريون بوعي بأنهم شعب واحد له أرض واحدة ورسالة حضارية. ومع دخول الإغريق ثم الرومان، نشأ وعي جمعي مقاوم يحافظ على الخصوصية المصرية أمام الاستعمار. ورغم الانفتاح على الثقافات الأخرى، ظل المصريون ينظرون إلى أنفسهم كأصحاب أرض لها تاريخ مختلف، فتكوّن داخلهم حس التميز والصمود أمام القوى الوافدة. وفي العصر القبطي، ثم العصر الإسلامي أصبح الدين ركنًا أساسيًا في تشكيل الهوية، وتجلّى الوعي الجمعي في تمسك المصريين بعقيدتهم والقيم. وفي القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، تبلور وعي قومي جديد: ثورة عرابي عبّرت عن وعي الفلاح والجندي بحقوقه. ثم ثورة 1919 والتى شكلت ثمة في الوعي الجمعي، إذ وحّدت المسلمين والمسيحيين في شعار واحد يحيا الهلال مع الصليب، لتصبح رمزًا للهوية الوطنية الجامعة. ومع ثورة يوليو 1952 برز وعي جديد يقوم على الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية، وانتقل المصريون من وعي المستعمَر إلى وعي المحرِّر والفاعل في محيطه العربي والإفريقي. وفي العقود التالية، مرّ الوعي الجمعي بتحديات: الانفتاح الاقتصادي، الحروب، أحداث يناير 2011، وثورة 30 يونيه 2013 والتخلص من مستعمر جديد اراد تفتيت الوحدة الوطنية باسم الدين وصولًا إلى السعي المعاصر لبناء وعي جديد قائم على التنمية، والبحث عن الاستقرار والنهضة. وفى سياق حديثي السابق نجد أن وعى المصريين له سمات مميزة ومختلفة عن شعوب كثيرة منها القدرة على الصمود: فالمصريون يواجهون الأزمات بالتكيف والبقاء. بل روح الجماعة فالفرد يجد قيمته في انتمائه للأسرة والمجتمع والتمسك بالهوية رغم الغزوات والتغيرات، بقيت مصر مصرية في عمقها. وهناك ثمة أخرى ألا وهى الميل إلى الاستقرار: فالوعي الجمعي للمصريين يميل إلى الاستقرار ويخشى الفوضى. إن تاريخ الوعي الجمعي عند المصريين ليس مجرد سرد لمراحل سياسية واجتماعية، بل هو حكاية أمةٍ استطاعت أن تحافظ على هويتها عبر آلاف السنين، وتعيد تشكيل ذاتها مع كل منعطف تاريخي. العذراء مريم.. رمز البركة في قلوب المصريين قادة الفكر ورسم خريطة العقل الإنساني واليوم، يقف المصريون أمام تحديات جديدة تستدعي تطوير وعي جمعي معاصر يقوم على العلم والعمل والانفتاح على العالم وإدراك اللحظة التاريخية التى تمر بها مصر الحبيبة، مع التمسك بجذور الحضارة التي صنعتهم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا