في معظم دول العالم التي لديها تجارب تاريخية سياسيا، لها معايير في اختيار الوزراء والمسئولين في المناصب الكبيرة، ففي الدول التي تعتمد على الحياة الحزبية، فإن الأحزاب هي التي تفرز القيادات المؤهلة للقيادة، عندما نسمع أن رئيس حزب إسباني عمره لا يتعدى اثنين وأربعين عاما، فهو لم يأتِ من بيته أو جامعته ليتولى رئاسة الحزب أو رئاسة الوزراء، بل هو الحزبي المؤهل للقيادة.. وفي إنجلترا مثلا تولى شاب عمره سبع وثلاثين سنة رئاسة الوزراء، وطبيعى قبلها رئاسة الحزب، وفي الدول الاشتراكية أو الشيوعية فالحزب الشيوعي من مهامه إعداد وتجهيز القيادات التى تكون جاهزة للقيادة، أما عندنا فالامور لا تزال مختلفة.. أذكر مثلا أن الرئيس مبارك اختار مهندسا عبقريا ليكون وزيرا للتعليم العالي، وهذا المهندس كان والده وزيرا في الستينيات، وفشل فشلا ذريعا، واعتقد المهندس العبقري أن الوزير مهمته التصوير أمام الكاميرات، وتم تغييره في تعديل وزاري، المهندس العبقري لم يمارس العمل السياسي مطلقا، فكانت النتيجة الفشل.. وفي أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك أيضا تم مشاهدة أحد المرافقين للعالم أحمد زويل، فتم اختياره وزيرا للتربية والتعليم، كانت كل مؤهلاته أنه رافق أحمد زويل في زيارته لمصر، وكان طبيعي أن يفشل فشلا ذريعا ويتم تغييره في أول تعديل وزاري.. ولو عدنا إلى عصر الرئيس الراحل أنور السادات، فقد طلب من السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء ترشيح وزيرا بديلا لآخر ترك الوزارة، فقدم له ملف للمرشح الذي اختاره، فإذا بالسادات يقول: إيه ده يا ممدوح.. ملف نظيف خد وسخه وهاته! هذه القصة لو أنها حقيقة فإنها أصبحت منهج للأسف ربما حتى الآن.. وإن كانت غير حقيقية فإن الأحداث تؤكد أنها أصبحت منهج. ولو عدنا للستينيات يروى الدكتور كمال رمزي استينو في مذكراته، أنه تم استدعاؤه لمقابلة الزعيم عبد الناصر، دخل استراحة المعمورة مدججا بالأفكار المتناقضة والمشاعر المضطربة.. وعدم التوازن.. في السادسة بالضبط رأي عبد الناصر. شخصية طاغية. لا تتمالك نفسك أمامها، مد عبد الناصر يده لمصافحته. لكن كما يقول الدكتور كمال أنه لم يتمكن فقد شلت يده. ولم يتمكن من تحريكها. لاحظ الزعيم جمال عبد الناصر ارتباك واضطراب الدكتور كمال استينو غير العادي إلى حد الانهيار، أشار الزعيم إلى أحد المساعدين، هاتو ليمون وقهوة للدكتور. ثم وجه الحديث إلى الدكتور كمال قائلا: يا دكتور اتفضل الليمون والقهوة. سأعود إليك بعد عشر دقائق! هكذا أراد الزعيم أن يهدأ من روع الدكتور كمال ومنحنه فرصة لإلتقاط الأنفاس! وبعد عشر دقائق عاد عبد الناصر، وتباسط في الحديث: قالولي إنك أستاذ كويس ومجتهد ونشيط، وأنا أريد إختيارك وزيرا للتموين.. ثم توقف برهة، ولم يسمح للدكتور كمال بالرد. هو عبد الناصر عمل إيه؟! وزير النقل وتصريحاته! ثم أضاف الزعيم قائلا: أنت تعرف أن الدكتور عبد الملك سعد وزير التموين توفي منذ أسابيع، وكان رجل عظيم ومجتهد، ونحن في حاجة إلى نموذج آخر. شوف اليوم سأصدر قرارا بتعيينك مستشارا لوزارة التموين. سوف تتسلم عملك غدا. ادرس الوزارة كويس. وقدم لي رؤيتك لتطويرها خلال شهرين. بعد كده تسافر إلى ويوغوسلافيا لتدرس لنا نظاما، الجمعيات التعاونية الاستهلاكية. وكيفية تطبيق هذا النظام في مصر. إذا نجحت في الاختبار، سوف نصدر قرارا بتعيينك وزيرا للتموين. شد حيلك يا دكتور! هذه ثلاثة نماذج لثلاثة عقود اختاروا كم يعجبكم! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا