في نهاية شهر يوليو من كل عام، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد رهبنة قداسة البابا تواضروس الثاني، والذي بدأ مسيرته الرهبانية منذ 37 عامًا في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ليصبح أحد أبرز الرموز الروحية والقيادية في تاريخ الكنيسة والوطن. دخل قداسته دير الأنبا بيشوي بروح التواضع والتسليم، طالبًا حياة السكون، بعيدًا عن الأضواء. هناك، تربّى على يد شيوخ كبار في الرهبنة، ونهل من نبع الصمت والصلاة والعمل، وتعمق في دراسة الكتاب المقدس واللاهوت والرعاية. لم يكن يعلم الراهب أنه سيُختار لاحقًا ليكون خادمًا في إيبارشية البحيرة، ثم أسقفًا عامًا، ثم في عام 2012، تم اختياره عن طريق القرعة الهيكلية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ال118، خلفًا لقداسة البابا شنودة الثالث، ليقود الكنيسة في واحدة من أكثر الفترات دقة في تاريخ مصر.
البابا تواضروس هو راهب في عمق قلبه، حتى وهو جالس على الكرسي المرقسى لم يخلع يومًا ثوب البساطة، أو يتخلَّ عن حياة الصلاة. يعرف عنه محبته للتسبيح، ومواظبته على الصلاة، وحرصه على إقامة القداسات وسط ازدحام مسؤولياته.
"الكنيسة بيت الله، باب السماء، شركة الملائكة، اجتماع القديسين، طهارة السماء على الأرض".. هكذا يؤمن أن الكنيسة ليست مجرد مؤسسة بل هي حضن الأب ودفء الروح، ولذلك ركّز على تعليم أبنائه العودة إلى الإنجيل، والتمسك بالتقليد الأرثوذكسي، والانفتاح الواعي على العصر دون أن تفقد الكنيسة هويتها.. فقداسته يجمع بين التقليد والتجديد.
ورغم المسؤوليات الكبرى، نجد قداسة البابا تواضروس يمتلك حس الأبوة الرعوية، فبابه مفتوح للجميع، من أصغر مخدوم وخادم لأكبر أسقف. سعى منذ بداية مجيئه إلى ترسيخ مبدأ المشاركة والعمل الجماعي داخل الكنيسة، ففعّل المجالس الكنسية، ووسّع دائرة الخدمة والتعليم والبحث العلمي، وحرص على أن تصل كلمة الله لكل بيت.
إهتم بالشباب اهتمامًا خاصًا، وأطلق مبادرات روحية وثقافية ومؤاتمرت وورش العمل لإثراء الجانب الفكري والوطنى والروحي، وأعاد للكنيسة دورها التربوي والاحتوائي في ظل تحديات العصر.
في لحظات مصيرية مرّت بها مصر، وقف البابا تواضروس موقف الراعي الحكيم. كانت كلمته الشهيرة في 3 يوليو 2013 النابعة من حبه للوطن والكنيسة.. ومن ثم تجلّت وطنيته في أسمى صورها، حين وضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، مؤمنًا أن الكنيسة جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن.
لم يكن صوته صوتًا طائفيًا، بل صوتًا عاقلًا وهادئًا، ينادي بالسلام والمحبة وقبول الآخر. ساند جهود الدولة في التنمية والتوعية، وشدد على أهمية الوحدة الوطنية، ورفض الانجراف وراء دعوات التقسيم أو التطرف.
في عيد رهبنة قداسة البابا تواضروس الثانى السابع والثلاثين، نقف أمام راعى معاصر يقود الكنيسة بثبات وسط تحديات عديدة. قداسة البابا تواضروس الثاني هو نموذج للراهب الصامت حين يلزم الصمت، والمتكلم حين يتطلب الموقف كلمة حق.. تراجع الذوق العام أزمة ثقافية أم انعكاس مجتمعي؟ الهوية المصرية في زمن العولمة.. صراع أم تكامل؟ وندعو أن يمدّ الله في عمر قداسته، ويمنحه الصحة والقوة ليكمل المسيرة، وتظل الكنيسة القبطية منارة روحية مضيئة وجزء أصيل من مصر، تحت قيادته الروحية الحكيمة، ومزيدًا من السنين المثمرة في خدمة الكنيسة والوطن. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا