كشفت شرطة أبوظبي عن عصابة دولية تقوم بتوظيف مقاطع ومشاهد فيديوهات جنسية "أرشيفية"، مستخدمةً دبلجة بصوتٍ نسائي؛لاستدراج الضحايا (الذكور) أمام كاميرات الحاسوب في لقطات مخلة بالآداب العامة، حيث يتم تصويرهم دون علمهم، وابتزازهم بدفع مبالغ مالية، مقابل عدم نشر تلك "اللقطات" في المواقع الإلكترونية. وحذر العقيد الدكتور راشد محمد بورشيد مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية، الجمهور من الوقوع ضحايا لعمليات الاحتيال والابتزاز الالكتروني عبر الإنترنت، ضمن مبادرة شرطة أبوظبي التوعوية للقضاء على الجرائم الإلكترونية، موضحا أن تلك العصابة، شرعت مؤخرًا، بتهديد بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيلات تظهرهم في لقطات إيحائية جنسية، بعد استدراجهم بواسطة فتيات (حسناوات) يعرضن أجسادهن، ويطلبن منهم ذلك، مشيرًا إلى أن مقاطع الفيديو المسجلة للفتيات، عبارة عن مشاهد "أرشيفية مستنسخة"لا تمت بصلة لأفراد العصابة. وذكر العقيد بورشيد إن شرطة أبوظبي، تلقت عددًا من الشكاوى من ضحايا تورّطوا في التواصل مع هذه العصابة التي تتخذ مقرّها خارج الدولة، والتي شرعت بابتزازهم ماليًا، بعد تنزيل مقاطع فيديو لهم لمدد قصيرة على إحدى المواقع المجانية المتخصصة بمشاركات الفيديو، لإجبارهم على دفع مبالغ مالية، نظير سحب تلك الفيديوهات من على شبكة الانترنت. وقال: إن العصابة تستهدف فئة الشباب تحديدًا، والذكور خاصةً، وتتحادث معهم عبر التطبيقات الإلكترونية في أجهزة الحاسوب باستخدام بعض مواقع التواصل الاجتماعي، منها "سكايب"، مستخدمة في الوقت نفسه، أسماء مستعارة لفتيات يقمن باستدراجهم بأصوات مدبلجة إلى القيام بأوضاع إيحائية جنسية تكشف عوراتهم، حيث تشرع هذه العصابة، بابتزاز وتهديد الضحية بمحادثات الفيديو المسجلّة بمجرّد الحصول عليها، مقابل دفع مبالغ مالية، وتحويلها إلى حسابات خارج الدولة. وشدّد العقيد بورشيد، من مخاطر التورّط مع تلك العصابة الدولية التي تستهدف دول الخليج العربي، بعدم الثقة بالغرباء أو برسائل البريد الإلكتروني من المواقع المشبوهة، التي تستهدف جرّهم إلى علاقات عاطفية حميمة وهمية تقودهم إلى المحظور، وفق تعبيره. ونوّه العقيد بورشيد بأن بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، يكشفون كثيرًا عن تفاصيل حياتهم الشخصية في محادثاث "الفيديو أو الصوتية" مع أشخاص مجهولين، لذلك فإنهم سرعان ما يصبحون أهدافًا سهلة لقراصنة الكمبيوتر، حيث يكونون معرضين إلى سرقة ملفاتهم وتنزيل صورهم وفيديوهاتهم الخاصة، إذ يتم تهديدهم وابتزازهم إلكترونيًا بغرض سلب أموالهم. وطالب العقيد بورشيد، الضحايا، بعدم الخضوع إلى تهديدات هذه العصابة التي ستبقى مستمرة في استنزاف مدخراتهم، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه من الممكن أن تخترق تلك العصابات الحسابات الالكترونية للضحايا أنفسهم، أو عبر أصدقائهم المشاركين معهم في تلك الحسابات، من أجل استدراجهم، ووقوعهم في المحظور. وأكد أن مثل الجرائم الإلكترونية في إمارة أبوظبي محدودة، ولا تشكل ظاهرة خطرة، مقارنة مع مدن عالمية أخرى، وإنها آفة تتم محاربتها بالتعاون مع أفراد المجتمع، موضحًا أن من أهم الخطوات التي يتوجب اتخاذها عند وقوع شخص ما ضحية، سرعة إبلاغ الشرطة، حتى يمكن إجراء عمليات البحث والتحرّي المتخصص في هذا النوع من الجرائم، بما يضمن سرعة الوصول إلى الجناة. وأشار إلى وجود فرق شرطية متخصصة في فرع الجرائم الإلكترونية بإدارة التحريات والمباحث الجنائية تستقبل مثل هذه البلاغات، تقوم بمهمة البحث عبر المواقع الإلكترونية؛ وصولًا إلى المشتبه بهم، كما يتوفر لدى شرطة أبوظبي مختبر متخصص في فحص الأدلة الإلكترونية. وحول كيفية الوصول إلى العصابة الدولية التي تشرع بابتزاز ضحاياها جنسيًا، شرح مدير "تحريات" شرطة أبوظبي "أنه يصعب ذلك، نظرًا لتواجد مقرها خارج الدولة، ولكن الأمر ليس مستحيلًا، حيث تعمل شرطة أبوظبي على مخاطبة، وتمرير المعلومات للجهات الأمنية في الدول التي ينشأ لديها مثل هذا النوع من الجرائم، بغية حصر تحركات أفراد تلك العصابات وضبطهم، حمايةً للناس من شرورهم". قال المقدم طاهر الظاهري، رئيس قسم الجريمة المنظمة، إن العصابة قامت باستنزاف مدخرات بعض الضحايا الذي قام أحدهم- (خليجي)، وقبل التقدم بشكوى إلى شرطة أبوظبي- بإرسال تحويلات مالية متكرّرة خارج الدولة، وصلت في مجملها إلى 10 آلاف درهم، وذلك من أجل سحب مقطع الفيديو التي يظهر تورطه في أوضاع ومشاهد جنسية.