سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المبدعون فى مرمى سهام المتشددين.. شتائم وتهديدات وصلت للاغتيال.. القعيد: مصر مفتوحة من جهاتها الأربعة.. فضل: مزاح سخيف.. عمار على حسن: يسعون لإخراس المعارضة.. أبوغازى: الإخوان لديها أجندة تهدد الحريات
تلقى عدد من الكتاب والمبدعين فى الفترة الأخيرة، منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية كم لا حصر له من الشتائم، وصلت إلى التهديد بالاغتيال عبر هواتفهم الشخصية، والمواقع الاجتماعية الخاصة بهم، منهم من تعامل معها بتجاهل شديد وآخر شهد أن جماعة الإخوان المسلمين صاحبة الفضل فى العودة بمصر لما كان عليه الوضع فى التسعينيات والثمانينيات. اعتبر الناقد الأدبى "صلاح فضل" التهديدات بالاغتيال التى يتلقاها الكتاب والمبدعين نوعًا من المزاح السخيف، مؤكدًا أنه لا يؤثر على الكاتب؛ لأنه مالك أمره وسيد موقفه، مشيرًا إلى أن طبيعة الشعب المصرى سلمية للغاية ولا تقبل تلك الأعمال الصبيانية. وطالب فضل الكتاب بتجاهل التهديدات باعتبارها لا تستحق أدنى اهتمام؛ لأنها مواقف شخصية بحتة، تتسم دائمًا بالتفاهة لا تضيف جديدًا لما كان عليه الوضع فى التسعينيات والثمانينيات. من جانبه، قال الدكتور "عمار على حسن" الكاتب والخبير فى شئون الحركات الإسلامية: إنه تلقى تهديدات عبر هاتفه الخاص ومواقع التواصل الاجتماعى الخاصة به، بالإضافة إلى كم لا حصر له من الشتائم ذكر منها أبسطها "اتق الله، حرام عليك" إلا أن هناك المزيد من الرسائل حملت تهديدًا بالقتل. وأضاف حسن: إنه يتعامل مع التهديدات باستهانة شديدة، ولا يأخذها بمحمل الجد، قائلًا: "الأجل بيد الله، وهؤلاء مجموعة من الموترين، الخوف منها والامتثال لتهديداتها سيحقق أهدافهم بإخراس المعارضة، وإرهاب القوى المدنية". وأوضح حسن، أن عمليات الاغتيال ما هى إلا ترجمة لأفكار غاية فى التطرف تنظر إلى ما يقره أمراء الجماعات الإسلامية باعتباره تنفيذًا لأوامر الدين، وتقربًا لله ورسوله، مضيفًا: إنها قابلة للترجمة إذا أتت الفرصة، وسمحت بارتكاب أفعال العنف ضد الأدباء. وأوضح أن هذه الأفكار لم تمت فى رءوس أتباع الحركات الأصولية، ومن ثم التهديدات تترجم إلى اغتيالات محتملة، وغير مستبعدة يكون بعضها بيد السلطة السياسية تشرف عليها جماعة الإخوان المسلمين فى النهاية، وأخرى تتم بسبب الخلاف الفكرى بين الجماعات وبعضها وذلك ل "لفت الانتباه"، وإحراج وإرباك السلطة السياسية الموجودة؛ لذا تحسب أيضًا على الإخوان، وتخصم من أرصدتهم لدى الشعب. من جانبه قال الدكتور "عماد أبو غازى" وزير الثقافة الأسبق: إن الإخوان المسلمين لديهم أجندة تشريعية واضحة المعالم تهدد الحريات بشكل عام، مضيفًا: إن هناك احتمالات عديدة ستأكدها الفترة المقبلة بعد ارتكاب المزيد من جرائم القتل والعنف بفضل تحريض وسائل الإعلام التابعة لتيار الإسلام السياسى. وأضاف "أبو غازى": إن سياسة التحريض لديهم كانت سببًا فى تورط شاب لم يقرأ حرفًا لنجيب محفوظ فى محاولة اغتياله، وإن شيوخ الفضائيات وأمراء الجماعات يسيطرون بشكل مبالغ فيه على عقول هؤلاء الشباب، مؤكدًا أن التصفيات التجسدية أو محاولات الاغتيال للأدباء أمر غير مستبعد فى وضع ليس إيجابيًا، وإن الاغتيالات ممارسة العنف باسم الدين جريمة جنائية بكل المعايير وليست سياسية. أكد الروائى "فؤاد قنديل" أنه تلقى تهديدات واضحة مثل "اتلم شوية أحسن لك"، من أسماء وجهات لا يعرفها، وذلك بعد مقالاته عن الرئيس "مرسى" حين كتب أن الأخير يتمتع بعقلية يغلب عليها الغباء والجهل، وذلك بناء على خلفيات أوردها قنديل فى مقالاته. وأضاف ل "فيتو": إن مصادرة الأعمال الأدبية ومطاردة الكتاب من قبل الجماعات الدينية المتشددة قادمة وبشكل قاس، موضحًا أنه يتوقع من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين تركيز فكرهم كله لإقامة أجواء غير مناسبة لحياة الكتاب؛ لتعكير صفوهم، وعدم تمكينهم من الكتابة والتفكير، وإقامة الندوات، والمؤتمرات الأدبية، مؤكدًا أنها مرحلة أولى تسمح لهم بأن ينفذوا لوزارة الثقافة بغرض احتلال مناصب إدارية تساعدها على التطبيق الكامل لفكر الجماعات الإسلامية وإدارة العملية الثقافية فى اتجاه واحد. وقال الأديب "يوسف القعيد": إن مصر مفتوحة من جهاتها الأربعة، ولا يحدها الأمن بأية صورة من الصور، مؤكدًا أن كل شىء متوقع من الجماعات المتشددة بما فى ذلك عودة الاغتيالات. وأضاف القعيد، فى تصريح خاص ل "فيتو": إن مجرد الحديث حول ما إذ كان الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية بصدد تنفيذ تهديداتهم للأدباء بالقتل يلفت أنظار باقى الجماعات المتطرفة فكريًا لهذه المنطقة. وأضاف القعيد: "أنا أحد المهددين، لكن علينا ترك كل هذا الكلام لنثبت على مواقفنا وننزل لعقول البسطاء فى الشارع المصرى"، مؤكدًا أن حماية الكتاب والأدباء لن تأتى إلا من الشارع المصرى، داعيًا الجميع بالالتزام بالثبوت، وعدم التحول، وسرعة المساهمة فى إعطاء صورة صحيحة عن الأدب والفن فى مصر بطريقة مغايرة لتلك الراسخة فى أذهان المتطرفين".