شكل الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران لحظة فارقة في التاريخ الاستراتيجي للمنطقة، حيث يكشف عن تحول جذري في موازين القوى الإقليمية، هذا الهجوم ليس حدثًا منفصلًا، بل يمثل تتويجًا لعملية تفكيك منهجية استمرت لعقد من الزمن، اتبعت فيها إسرائيل استراتيجية متعددة الأبعاد لاستنزاف القوة الإيرانية. نعم لقد نجحت تل أبيب في تحويل طهران من لاعب إقليمي فاعل إلى قوة منهكة تعاني من أزمات داخلية وخارجية متشابكة.. ويكمن سر نجاح المخطط الإسرائيلي في تكامله الاستراتيجي، حيث جمع بين الضربات العسكرية الدقيقة والاختراق الاستخباري العميق والحصار الاقتصادي الفعال، فمن الناحية العسكرية، استهدفت إسرائيل بعناية مراكز القوة الإيرانية في سوريا ولبنان والعراق واليمن والجميع يعلم مدى الخسارة التي لحقت بإيران جراء ذلك، مما أفقد طهران نقاط ارتكازها الإقليمية.. أما استخباراتيًا، فقد كشفت الضربات الأخيرة عن اختراق غير مسبوق للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية، حيث تم استهداف مواقع نووية حساسة وشخصيات رئيسية بدقة مذهلة تبين أن من لا يدين للوطن بالولاء من السهل تحويله إلى عميل لخدمة الطرف الآخر.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد تفاقم عجز إيران عن الرد بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها، حيث تجاوز التضخم 50% وانهارت قيمة العملة المحلية، بالتالي فإن هذه العوامل مجتمعة جعلت الرد الإيراني يقتصر على إطلاق بعض الطائرات المسيرة والتصريحات التهديدية المتكررة، وهو ما يعكس عمق الأزمة التي تواجهها طهران، لقد كشفت هذه الأزمة أن القوة الإيرانية كانت إلى حد كبير وهمًا دعائيًا أكثر منها واقعًا ملموسًا.
وعلى المستوى الدولي، يعكس الصمت الغربي تجاه الهجمات الإسرائيلية تحولًا استراتيجيًا في الموقف من إيران، فالدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، لم تعد تنظر إلى طهران كقوة إقليمية فاعلة، بل كدولة منبوذة تعاني من أزمات داخلية عميقة، حتى بعض الحكومات الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا عبرت عن تفهمها للموقف الإسرائيلي وحقها في الدفاع عن أمنها وفق ما تراه مناسبًا، في مؤشر واضح على تغير المعادلات الدولية.
بالتالي، فإن المستقبل يلوح بتغيرات جذرية في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. فإيران، التي كانت حتى وقت قريب قوة إقليمية صاعدة، تواجه الآن خطر العزلة والانكفاء على ذاتها لمعالجة أزماتها الداخلية، خاصة وأن إسرائيل لن تتوقف حتى تحييد إيران وإنهاء قوتها العسكرية كما حدث لحلفائها في أوقات سابقة.. وفي المقابل، تبرز تحالفات إقليمية جديدة بقيادة إسرائيل، مدعومة من الغرب وبعض الدول العربية، هذه التحولات ستؤدي بالضرورة إلى إعادة رسم التحالفات في سوريا ولبنان واليمن والعراق، حيث ستتراجع النفوذ الإيراني لصالح قوى محلية وإقليمية بديلة.
وتكمن المفارقة التاريخية في أن إيران، التي راهنت على سياسة تصدير الثورة والمقاومة، تجد نفسها اليوم في موقف المدافع عن وجود نظامها نفسه، فالصراعات الداخلية والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة والأزمات الاقتصادية الخانقة، كلها عوامل تهدد استقرار نظام الملالي من الداخل، وفي الوقت نفسه، فإن العجز عن الرد على الهجمات الإسرائيلية يفقد النظام مصداقيته حتى بين أنصاره التقليديين.
وهذا يعني أنه لو كانت إيران قادرة على الرد لما انتظرت كل هذا الوقت، علمًا أن في ردها الأخير على إسرائيل لم نسمع بأي ضرر حدث في الداخل الإسرائيلي، فكان العمل دعائي واستعراضي أكثر منه عملًا عسكريًا كما تروج له، فإيران تحاول الحفاظ على مكتسباتها إعلاميًا.. لكن ضربات اليوم التي أضرت بها إلى أقصى الدرجات واغتيالات رموزها العسكرية والعلمية والسياسية تبين أي حالة ضعف هي فيه، مع الإشارة إلى أن أي دعم خارجي لن يتحقق بما في ذلك اتفاقية التعاون المشترك مع روسيا، فهذه العملية لن تتم، ما يعني أن إيران لوحدها في هذه المواجهة.
وصحيح أن المنفذ إسرائيل، لكن فيما يبدو هناك قرار للتدخل الدولي إلى جانبها، ما يعني قرار القضاء على إيران لا رجعة فيه.
من هنا نجد أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نهاية حقبة في الصراع الإقليمي، حيث تتراجع إيران إلى دوائرها الداخلية بينما تبرز إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة، هذا التحول ليس عسكريًا فحسب، بل هو تغير استراتيجي شامل يشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لقد نجحت إسرائيل في تحويل المعادلة من مواجهة مباشرة إلى عملية تفكيك منهجية طويلة الأمد، وهو ما قد يشكل نموذجًا للصراعات الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين. رويترز: مقتل 20 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في الهجوم الإسرائيلي بعد الهجوم الإسرائيلي، إيران تدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن وهذا يقود بنا إلى أن إسرائيل هي القوة الأهم المهيمنة حاليا في الشرق الأقصى ولم يتبقَّ لها غير الجيش المصري الذي دائمًا ما كان تاريخيًا حائط الصد الأخير لهذه المنطقة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا