كثيرون يحملون شهادات جامعية ولدينا في مصر عشرات الآلاف من حملة الماجستير والدكتوراة كان بعضهم بلا عمل.. والسؤال: أين نتاج أفكار هؤلاء وغيرهم ممن تعج بهم جامعاتنا ومراكزنا البحثية؟ أين تأثيرهم في حياتنا؟ هل ترجمت أفكارهم إلى منتجات ومخترعات تحل مشاكل مصر المزمنة؟ ليس معنى ذلك أن الذنب ذنبهم فربما جادت عقولهم بأفكار خلاقة لكن لم تجد آذانا صاغية تترجمها لواقع يصنع الفارق، لم تجد دعمًا من الحكومة ولا عونا ورعاية من رجال المال والأعمال.. وربما كانت إسهاماتهم العلمية مجرد طروحات نظرية لا صلة لها بواقعنا ولا جدوى منها وربما كانت قلة منهم من يحملون فكرًا حيًا وقلبًا يقظًا.
لا شك أن الشهادة قد تفتح لك باب عمل، لكن الوعي وأخلاق العلم هي التي تفتح لك باب التأثير الحقيقي في العالم. وشتّان بين من يسعى ليكون اسمه في المجلات، وبين من يسعى ليكون أثره في حياة الناس. في عالم يزداد اتساعًا بالمعرفة والاختراعات، قد يتوه البعض في وهم أن العلم مجرّد معلومات تُحفظ، أو شهادات تُعلّق على الجدران، أو مناصب تُكتسب. لكن الحقيقة الجوهرية أن العلم سلوكٌ يُترجم في الأفعال، وتهذيبٌ ينعكس في التعامل، وضميرٌ حيّ يتحرّك لنصرة الحق، وخدمة الإنسان. العالِم الحقيقي ليس من يُكثر من الادعاء أو يُباهي بما حصّله من درجات، بل من تُثمر معارفه سلوكًا قويمًا، وتواضعًا راقيًا، ورسالة ترتقي بالناس، لا تتعالى عليهم. العلم بلا ضمير يشبه سيفًا في يد طفل. فقد رأينا كيف استُخدمت بعض الاكتشافات العلمية في تدمير الإنسانية، كما حدث في تطوير الأسلحة الكيميائية والنووية، أو في ابتكار تقنيات التجسس وانتهاك الخصوصية. لذا، لا يكون العالِم عالمًا بحق، إلا إذا كان ضميره حيًا، يربط ما يعرفه بما ينبغي فعله، ويخضع أدواته لقيمٍ إنسانية سامية. أخلاق العلم تعني أن يسأل الإنسان نفسه قبل أن يبتكر: هل ما أفعله خيرٌ للناس؟ هل سيخفف آلامهم؟ هل يُقرّه ضميري ويباركه وجداني؟
العلم في جوهره إنقاذ لا استعلاء، فقد وُجد ليرفع الإنسان من الجهل، لا ليحتقر الجاهلين. وُجد ليُنقذ، لا ليتعالى. لذلك، فالعالِم الحقيقي هو من يُقدّر معاناة الآخرين، ويبذل جهده في فك ألغاز المرض، وتيسير سبل الحياة، ومواجهة الأوبئة، والفقر، والتغير المناخي، والجهل. العالم الذي لا يشعر بجراح مجتمعه ولا يتفاعل مع قضاياه، هو آلة ناطقة لا روح فيها. فالعلم من دون التزام أخلاقي يتحوّل إلى عبء على البشرية بدلًا من أن يكون خلاصها. العلم الحقيقي تهذيب للروح وتلك فريضة لا رفاهية، فأول ما يغرسه العلم الحقيقي في نفس المتعلّم، هو الخشوع أمام عظمة الخَلق، والتواضع أمام جلال المجهول. فكلما ازداد الإنسان علمًا، ازداد شعورًا بصغره أمام اتساع الكون وتعقيد الحياة. ولذلك، لا يكون العالِم عالِمًا إلا إن كان متواضعًا، مهذب الروح، رفيع الهمة، رقيق القلب. المفاتيح العشرة للنجاح! مادلين.. هذا ما بقي من ضمير الإنسانية! الشهادة لا تساوي الوعي وما يصنع الفارق ليس حجم ما نعرفه، بل كيف نستخدمه، ولمَن نُكرّسه. العلم في ذاته نور، لكن لا بد أن يُحمله قلبٌ طاهر، وسلوكٌ قويم، وضميرٌ حي. عندها فقط، يصبح العلم سبيلًا للخلاص، لا أداةً للاستعراض أو الهيمنة.. فليكن هدفنا من العلم دائمًا: الحق، الرحمة، والارتقاء بالإنسان. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا