"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ".صدق الله العظيم .."المائدة 82" أول ما انطبع بذاكرتى واسترجعته وأنا أتلقى ذلك الخبر الصاعقة فى مثل تلك الأيام من سنتين..تفجير إرهابى يستهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ويروح ضحيته عدد كبير من المسيحيين وهم يصلون ويحتفلون بعيد الميلاد المجيد..جاوبت على سؤال لم يسأله لى أحد:أكيد من فعلها ليس مسلم.. قال صلى الله عليه وسلم :" إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما " والرسول يجعل للقبط هنا من الحقوق أكثر مما لغيرهم، فلهم الذمة أى عهد الله ورسوله وعهد جماعة المسلمين وهو عهد جدير أن يُرعَى ويُصان . ولهم رحم ودم وقرابة ليست لغيرهم، فقد كانت هاجر أم إسماعيل أبى العرب المستعربة منهم بالإضافة إلى ماريا القبطية التى أنجب منها عليه الصلاة والسلام ابنه إبراهيم أفقت من صدمة الخبر وقلت لابنى عبدالرحمن روح جيب لى ورقة كبيرة وقلمين كتابة بخط سميك..رسمت على جنب هلال يحتضن الصليب وكتبت بخط كبير الاآة 82 من سورة المائدة ونزلت فى وقت الصلاة بالكنيسة ليلا احتفالا بعيد الميلاد المجيد..أنا شايل الآية الكريمة وعبدالرحمن وعلم مصر..منعنى الأمن من الدخول لمشاركة إخوتى برغم ترحيبهم بذلك..فسألنى ابنى هو إنت مش خايف يابابا حد يجيى يرمى علينا حاجة ويقتلنا واحنا واقفين كده؟؟ تذكرت هذا الموقف بعد عام وأنا أخرج علم مصر من الجاكيت لرفعه أمام عربة مصفحة تضرب القنابل المسيلة للدموع وكنت أقف أنا وابنى ووالدته فى منتصف ميدان محطة اسوان الخالى إلا مننا احنا الثلاثة. وكانوا قبلها قد أخلوا الميدان بكمية كبيرة من الغاز الفاسد المسيل للدموع.أخرجت العلم وتوجهت لفرد الشرطة اللى بيطلق القنابل وأنا رافع له العلم ..وقلت لعبدالرحمن اجرى إنت وفى نفس واحد كان وصل لبيت جدته ..باع أمه وأبوه فى لحظة . احنا كده فى يناير التالى ولا الخوف اتكسر ملايين تملأ الميادين مفيش تحرش مفيش سرقات ..المسيحى يصب الماء ليتوضأ المسلم ويقف بعدها ليحرسه وهو يصلى ..المسلمون يحرسون المسيحيين وهم يصلون..لم يسأل أحد الآخر عن هويته..كشفت مصر عن وجهها الحقيقى بحواريها العتيقة الجميلة فى روايات محفوظ بأغانى ثومة ومنير والشيخ إمام بشعر الأبنودى ونجم بمسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة...وياسلام على اللجان الشعبية أسقط الشعب بها نظرية أن بغياب الأمن سنتحول إلى غابة...هى مصر دى راحت فين ياجدعان؟؟ كنيسة القديسين وبعدها بسنة مصر بوجهها الحقيق لبضعة أيام لتبهر العالم..والسنة دى ذهبنا للمعايدة فى الكنيسة رغم سماعنا عن عدم جواز المعايدة على قبطى أو قبطية ومش مهم مين يكون معاك فى العربية.. وبرضه الثورة مستمرة...