رسوم ترامب الجمركية، أصبحت عنوانا صغيرا لأزمة طاحنة تواجه العالم تتخطى الحروب التجارية كما يعتقد البعض، لكنها صراع عمالقة العالم حول فرض نظام عالمى جديد، بجميع مكوناته السياسية والاقتصادية والعسكرية، وظهر ذلك جليا بتركيز الرئيس الأمريكى وإدارته على استهداف الصين، باعتبارها العدو الأبرز فى عقيدة الولاياتالمتحدة. لكن من الواضح أن واشنطن تتعامل مع الصين بعقيلة الألفية الثانية، وابتعدت عن حساباتها التطورات الحادثة فى بكين، وتمدد نفوذها على جميع الأصعدة.. يما يؤشر إلى صراع عمالقة قادم فوق حلبة العالم الغلبة فيه لمن يملك القوة ليست العسكرية فقط كما تتوهم الولاياتالمتحدة بسلوك الغطرسة التى اكتسبتها نتيجة تسيدها الأمم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لدرجة أوصلتها إلى مرحلة التخدير الذاتى غير مدركة لخروج المارد من خلف سور الصين العظيم. ومع التطورات والتصريحات المتبادلة العابرة للقارات، بات التساؤلات الملحة مرتبطة بأدوات المارد الجديد للقضاء على الهيمنة الأمريكية، وخلق نظام عالمى جديد يفوق أو يوازى النظام الذى وضعته بلاد العم سام قبل عقود من الزمان.
كسر عظام تقول الدكتورة تمارا برو، الباحثة فى الشأن الصيني، إنه فى ظل الحرب المشتعلة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين والتى يمكن وصفها ب كسر عظام بين أكبر اقتصادين فى العالم، فإن الولاياتالمتحدة تحاول إعاقة تقدم النمو الاقتصادى لبكين، على أمل هدم نفوذها الاقتصادى العالمى الممتدد لكافة بقاع الأرض. وتابعت فى تصريحاتها ل فيتو قائلة: الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد أن تبقى هى المهيمنة عالميًا، ورئيسها دونالد ترامب الذى يتبنى مبدأ «أمريكا أولًا» وإعادة العصر الذهبى لبلاده يسعى للقضاء على أى دولة تحاول إعاقة تطبيق سياسته مهما كلفه الأمر. الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتبر أن الصين هى الخطر الأول المهدد لها هكذا تقول الباحثة المتخصصة فى الشأن الصيني، موضحة، أن لبكين الحق فى تحقيق التنمية والتقدم والازدهار، وإعادة تموضعها لقطب عالمى مواز أو منفرد بالهيمنة العالمية. لدى الصين أدوات من أجل تغيير النظام الاقتصادى وبناء نظام عالمى جديد، وكما نرى تستخدم فى سبيل ذلك عديدا من التدابير ضد الإجراءات الحمائية التى يفرضها ترامب، وسارعت بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية، وأيضًا تقييد تصدير بعض المعادن الأرضية النادرة، إضافة إلى منع شركات الطيران الصينية من شراء منتجات بوينج الأمريكية. وأوضحت الباحثة فى الشأن الصيني، أن الصين من المحتمل أيضا أن تعزز من علاقاتها مع العديد من دول العالم لمواجهة الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب ومن بين هذه الدول أيضا الاتحاد الأوروبي، حيث يجرى اليوم مناقشات حول إزالة الرسوم الجمركية التى فرضها الاتحاد الأوروبى على السيارات الكهربائية الصينية.
الفئة المتضررة ومع طول فترة تغلغل البضائع الصينية إلى منازل المواطن البسيط البعيد عن النخبة الثرية، وبكميات ضخمة، اكتسبت اليد العاملة الصينية وخطوط الإنتاج مهارات لا تستطيع لا فيتنام ولا الهند ولا حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها الحصول على مستواها، لا بالأفق المنظور ولا بالمتوسط. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الإنتاج الصينى سيظل يتدفق، وتكاليف سياسات ترامب سيتحملها المستهلك الأمريكي، وليست الصين التى تصنع نفس المنتجات بتكلفة أقل. وتابع: إذا قارنا مع الصين، المستهلك الصينى كرد فعل على ترامب، سنجد أن المواطنين قاطعوا كل المنتجات الأمريكية ولم تتأثر حياة الناس اليومية بما هو ضار، بل على العكس، حصلوا على جودة أعلى بسعر أقل نتيجة شراء بضائع صينية، وهذا على مستوى عالمي. أما المتعلق بالصين كحكومة، فهى أولًا مصدر حياة واستمرارية كل التكنولوجيا المتقدمة فى الغرب، نظرًا لأن بكين هى مصدر ما يسمى المواد النادرة بنسبة تزيد عن 90%. وحتى تعويل الولاياتالمتحدة على اتفاق المعادن مع أوكرانيا، لا يمكن تخيل سماح روسيا ببساطة لحصول واشنطن على هذه المعادن والبقاء فى موقع المتفرج. كما لا بد من التأكيد على النقطة الثانية، وهى أن الإنتاج الصينى يستطيع القفز إلى الأسواق البديلة بسهولة، وذلك بسبب الأسعار المتدنية القريبة من متناول اليد فى الغرب كما فى إفريقيا مثلًا. وينطبق الأمر ذاته على بعض الموارد التى تحتاجها الصين. هنا نذكر مثلًا تخلى بكين عن الصويا الأمريكية وشرائها بكميات أكبر وأرخص من أستراليا، وكان القرار بمثابة ضربة اقتصادية قاضية لا يمكن إصلاحها فى المستقبل. وتضيف إلى ذلك، أن الصين هى أكبر مشتر لسندات الدين الأمريكي. ففى السنوات الثلاث الأخيرة، استعملت بكين جزءا بسيطا -أى باعت- من تلك الأصول، فتبعتها اليابان والسعودية والإمارات، ما نتج عنه زيادة العجز لدى المصارف الأمريكية. وحال قررت الدولة الصينية استخدام تلك السكين بقوة أكبر، بالتأكيد سنرى ثورة شعبية فى الولاياتالمتحدة ضد سياسات الإدارة بسبب التضخم وزيادة كلفة المعيشة.
ترتيب البيت الآسيوي والأسبوع الماضي، قام الرئيس الصيني، شى جين بينج، بجولة فى جنوب شرق آسيا شملت (فيتناموماليزيا وكمبوديا) لتعزيز العلاقات التجارية لبلاده وإظهارها على أنها شريك موثوق به، على النقيض من الولاياتالمتحدة التى شنت هجومًا تجاريًا عالميًا عبر فرض تعريفات جمركية جديدة، وكتب الرئيس الصينى مقالًا فى صحيفة "نان دان" الفيتنامية قال فيه: "يجب على بلدينا أن يحافظا بحزم على النظام التجارى المتعدد الأطراف، وعلى استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وعلى بيئة انفتاح وتعاون دولية". واعتبر مراقبون أن المقال لخص أهداف جولته الرامية لترتيب البيت الآسيوى فى مواجهة القطب الأوحد، وحول تلك الزيارة، يقول عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، إن الصين فى سياستها الخارجية تركز على أكثر من دائرة فى علاقتها مع الدول، خاصة دول الجوار، التى تعتبر هى الأقرب لاهتمام بكين وتحاول الولاياتالمتحدة النفاذ إليها لتحجيم نفوذ الصين. وأهم ما تركز عليه السياسة الخارجية الصينية فى علاقتها مع الدول الآسيوية، خاصة الصناعية، هو تقوية العلاقات الاستراتيجية والشراكات التجارية وتسهيل حركة التجارة البينية لفتح أسواق جديدة للمنتجات، وكسب ثقة الجيران بما يعزز موقف بكين فى الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد قرار رسوم ترامب. وأشار الخبير فى الشؤون الصينية، إلى أن جولة "شي" هدفت إلى إعادة ترتيب وجمع البيت الآسيوى من الداخل للتوحد فى مواجهة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وحماية مصالحهم التجارية، خصوصًا أن أغلبها طاله الضرر من التعريفات الجمركية التى فرضها ترامب. واختيار الرئيس الصينى دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزياوفيتنام، حسب رؤية عماد الأزرق، يعود إلى ثقل تلك العواصم فى الأسواق التجارية الدولية، كما تملك باعًا طويلًا فى الصناعات المهمة والاستراتيجية مثل صناعة أشباه الموصلات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا